أكملت لجان سوق عكاظ مجمل المهام المناطة بها لإطلاق فعاليات السوق في دورته السابعة غداً الثلاثاء بإشراف مباشر من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس اللجنة الإشراف لسوق عكاظ وبمتابعة من معالي محافظ الطائف رئيس اللجنة التنفيذية للسوق فهد بن عبدالعزيز بن معمر. وأوضح المدير التنفيذي لسوق عكاظ الدكتور راشد الغامدي أن جميع أنشطة السوق في دورته السابعة تتسم بتقديم العناصر الفكرية والأدبية والثقافية والعلمية والتراثية التي تمثل رؤية سوق عكاظ وأهدافه المتمثلة في مد جسور بين الماضي والحاضر والمستقبل والحرص على إثراء الزائر ومنحه الفائدة والمتعة. وبين أنه بتوجيه من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار تم الانتهاء من إعداد أنشطة جادة سوق عكاظ للعام الحالي، مؤكداً أن ذلك يأتي من منطلق حرص الهيئة على إيجاد قيمة مضافة للزائر بتطوير الأنشطة وتنويعها والعمل على توفير العناصر التي تحقق النمو والجذب السياحي للسوق، بالإضافة لتحويل السوق إلى مصدر للأفكار الجديدة خصوصاً فيما يخص تنظيم الفعاليات السياحية وإدارتها. ولفت النظر الى أن جديد هذا العام في السوق ،خيمة معارض سوق عكاظ الجديدة على مساحة 10 آلاف متر مربع التي تعد أكبر خيمة في الشرق الأوسط ،تقدم للزائر الكتب الإلكترونية وبراءات الاختراع والاكتشافات والابتكارات من قبل الجهات المشاركة من أبرزها جناح الهيئة العامة للسياحة والآثار من خلال معرض " الهيئة الشامل " ومعرض البعد الحضاري" و " مركز المعلومات "و معرض " أرامكو السعودية " ومعرض " الكتاب الإلكتروني " لوزارة الثقافة والإعلام ومعرض " المملكة وطن وتاريخ" ومعرض سوق عكاظ " مسيرة سوق عكاظ " - محافظة الطائف ومعرض " أمانة محافظة الطائف ومعرض " الخط العربي والتصوير الضوئي " وزارة التربية و التعليم ومعرض " لوحة و قصيدة" . كما تضم معرض " مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية " ومعرض " الحوار الوطني " ومعرض " مكتبة الملك عبدالعزيز " ومعرض " الجمعية السعودية للعملات و الطوابع " ومعرض هيئة تطوير مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة ومعرض شركة سابك ومعرض تعظيم البيت الحرام ومعرض مكافحة الفساد ( نزاهة ) ومعرض وكالة الأنباء السعودية ومعسكر المساحة الجيولوجية . وبين الدكتور الغامدي أن اللجنة الإشرافية للسوق تبنت العديد من المسابقات في كل عام بإِشراف عدد من المفكرين والمثقفين والشعراء العرب لتحديد أهدافها و معاييرها وإعلامها وتقييمها وإعلان الفائزين بها على المستوى العربي , و ن أبرزها جائزة شاعر عكاظ وجائزة شاعر شباب عكاظ وجائزة الإبداع والتميز العلمي وجائزة الخط العربي وجائزة التصوير الضوئي وجائزة الحرف اليدوية وجائزة لوحة وقصيدة وجائزة الفنون الشعبية . وأفاد أن أنشطة سوق عكاظ ستكون زاخرة بعروض متنوعة في مقدمتها العروض الثقافية والتاريخية على طول الجادة، وعروض الشعر العربي في المسارح المفتوحة، وعروض الخيل والإبل على طول الجادة، إضافة لعروض الحرف والصناعات اليدوية، والمقتنيات الأثرية والتراثية، والرياضات التراثية، وما تقدمه الأسر المنتجة، وتقديم المأكولات الشعبية، والعروض المسرحية والفنون الشعبية، إلى جانب تقديم دورات تدريبية على الحرف اليدوية، وبرنامج "لا تترك أثر" وغيرها من العروض . وأفاد الدكتور راشد الغامدي أن السوق يشارك فيه نحو 589 ما بين عارض وإداري ومتطوع ،حيث يقدم العروض المسرحية 77 ممثلاً وتستخدم نحو 80 حصاناً وبعيراً في مسيرات القوافل وخلافها من الأنشطة , فيما يباشر تنظيم وإدارة الفعاليات 40 إدارياً ومنظماً ترفدهم جهود 200 متطوع ، في حين ينتشر باقي العدد في المعارض الممتدة على جنبات الجادة . وقال إن الهيئة العامة للسياحة تقدم الدعم للجادة من عدة أوجه من بينها تطوير وتنظيم الفعاليات التراثية والثقافية، وتقديم نصف مليون ريال قيمة جائزة الحرف اليدوية، بالإضافة إلى تنظيم مشاركة المجتمع المحلى " منظمين ومتطوعين"، للرقابة على جودة الخدمات في منشآت الإيواء ،منوهاً بما حظيت به أنشطة وفعاليات الجادة خلال الأعوام السابقة من اهتمام ودعم من قبل الهيئة بوصفها الجهة الداعمة للأنشطة والمشرفة عليها، حيث شارك في جادة العام المنصرم 150 شاباً متطوعاً جسدوا شخصيات شعراء المعلقات ورددوا القصائد من خلال ما يعرف بعروض مسرح الشارع ، كما أُوجدت 15 جملاً، و17 جواداً، في العروض المسرحية، ومسيرات القوافل والمجاميع، وحولت انظمة الصوت الحدث إلى تاريخه الحقيقي قبل 14 قرناً، بفضل التأثيرات الصوتية المتزامنة مع العروض المقامة في الجادة، مشيراً إلى أن الجادة تشهد عروضا درامية ومسرحية بصرية على امتداد مسرح الشارع . ودلل على النجاح الذي حققته أنشطة الجادة خلال الدورات الماضية بالدراسة الصادرة عن منظمة السياحة العالمية التابعة " لليونسكو" تحت إشراف الهيئة العامة للسياحة والآثار التي صنفت الأنشطة المقدمة بالجذابة كونها استطاعت أن تجمع أنشطة عدة في أشكال مختلفة تحت مظلة التقاليد إلى جانب السجال الشعري، موضحاً أن من بين عوامل الجذب التي تجير لصالح سوق عكاظ الاهتمام بالحرف والفنون بأنواعها، إضافة إلى عادات الغذاء والمظاهر الاجتماعية والعادات التي تصاحب المناسبات المختلفة التي تزخر بها المملكة. ووصف الأحداث التي تدور في فلك الجادة بأنها لوحة بانورامية يلمسها زائر السوق حين يدلف إلى جادته حيث الطقوس المفعمة بعبق الماضي التي تمثل فيها الأجنحة المتراصة على الجانبين في رحلة إلى الأمس، ناقلةً عن قرب حياة الآباء والأجداد ، علاوة أن السوق معرض مفتوح للصناعات والمهن التراثية . وأكد المدير التنفيذي لسوق عكاظ أن السوق أضحى برؤية صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس اللجنة الإشراف للسوق مع أعضاء اللجنة, سوقاً للثقافة والأدب والشعر ومركز إشعاع فكري على المستوى العربي . وقد حرصت الهيئة العامة للسياحة والآثار على دعم وتبني العديد من الأنشطة والبرامج التي يحتضنها سوق عكاظ بدعمها لجائزة الحرف اليدوية لترتفع إلى نصف مليون ريال، بهدف تشجيع الابتكار لدى الحرفيين من الجنسين وإحياء المهارات النادرة وتعريف الأجيال بها. وأكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار أن لجهود وتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس اللجنة الإشرافية لسوق عكاظ من منطلق رؤية سموه الشمولية دور كبير في إعادة الروح للسوق بعد الفترة الزمنية الطويلة التي مرت على اندثار أنشطته، لافتا إلى أن الهيئة تعمل على أن يكون السوق منتجاً ثقافياً يقدم خدماته للزوار والسياح على حد سواء, ويعكس الحراك التنموي الذي تشهده المملكة. وأشرفت الهيئة العامة للسياحة والآثار على دراسة أبرزت أنشطة سوق عكاظ والموروث الثقافي الذي يقدمه السوق من التراث الأصيل والاحتفاء بشعراء المعلقات لتجسير الفجوة بين الأمس والحاضر، وتعزيز مفهوم الترابط وإعادة الروح للقصص التقليدية والفن الشعري المرتجل ، إضافة لما يحويه من أجنحة مخصصة للحرف اليدوية والتقليدية نتج عنه استقطاب للجماهير وأسهم في رفع مستوى الإقبال على المناسبة. وصنفت منظمة السياحة العالمية التابعة " لليونسكو" سوق عكاظ على أنه مناسبة إبداعية ذات صبغة تاريخية ، مستندة على التاريخ العريق للمكان الذي يجمع بين حداثة التقنية وتطورها إلى جانب قيمته التاريخية الأصيلة ما يجعل من تجربة سياحية لاختلاف العناصر الثقافية التي جمعت عدة أنشطة في أشكال مختلفة تحت مظلة التقاليد إلى جانب السجال الشعري، والاهتمام بالحرف والفنون بأنواعها إضافة إلى عادات الغذاء والتظاهرات الاجتماعية والعادات التي تصاحب المناسبات المختلفة التي تزخر بها المملكة, مشيرة إلى أن الهيئة نظمت خلال أربعة أعوام نحو 20 مهرجاناً أسهمت في ايجاد قرابة خمسة آلاف فرصة عمل, وأن سوق عكاظ أسهم بقوة في دعم البرامج السياحية في المملكة بما يقدمه من أنشطة ثقافية وتراثية ضخمة, وحرصه على بناء واجهة حضارية مستقبلية تعزز التمسك باللغة وتأصيل السياحة الثقافية.