انطلقت في العاصمة السودانية الخرطوم أمس، أعمال اجتماع دول الجوار الليبي، بحضور وزراء خارجية كل من مصر والجزائر وتشاد والنيجر، ووفد من الجامعة العربية، وسط دعوات لانتهاج الحوار لحل الأزمة الليبية.وقال وزير الخارجية السوداني علي كرتي في الجلسة الافتتاحية: إن الوقت حان لإنهاء الصراع الليبي، مشيرا إلى إخفاق دول الجوار في تحقيق الاستقرار لليبيين.واتهم كرتي دولا لم يسمها بالتدخل في الشأن الليبي وتوسيع دائرة الصراع، ودعا إلى "تكامل المبادرات الدولية وتطويع كل المجهودات للمبدأ الأساسي، وهو حوار الفصائل الليبية دون تدخل من أحد". من جهته، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري في كلمة له أمام الاجتماع: إن الوضع في ليبيا يشهد تطورات مقلقة للجميع تتطلب تعاملاً جاداً وتضافر الجهود في تقديم العون إلى الليبيين لكي يتمكنوا من بناء مؤسسات دولتهم واستعادة الأمن والاستقرار، مشددا على أهمية أن يوجه المؤتمر رسالة واضحة لتأكيد وحدة الموقف وراء المبادئ كافة التي تضمنتها المبادرة المصرية لحل الأزمة. ويأتي اجتماع الخرطوم بعد يوم من تدشين مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي أعمال مجموعة الاتصال الدولية بشأن ليبيا، وذلك بالتزامن مع تحديد بعثة الأممالمتحدة الثلاثاء المقبل موعدا لبدء جولة جديدة من الحوار الليبي.وعرض كرتي أمام المجتمعين نتائج الوساطة التي تقوم بها الخرطوم لجمع الفرقاء الليبيين على طاولة الحوار، مشيراً إلى أن هناك توافقاً عاماً بين كل الدول المجتمعة على ضرورة وضع حد لإنهاء الأزمة الليبية التي تشكل خطراً على دول الجوار وعلى دول المنطقة كافة، نافياً ما يتردد عن وجود خلافات بين الدول حول الأمر.وكان رئيس الوزراء الليبي عبدالله الثني قد أعلن قبل يومين موافقة بلاده على الحوار مع المتمردين على أسس الوساطة السودانية، مؤكداً تقدير بلاده للجهود التي تقودها الخرطوم والقاهرة لوضع حد للأزمة الليبية.يذكر أن أول جولة للحوار قادها المبعوث الأممي إلى ليبيا برناردينو ليون عقدت في أواخر سبتمبر الماضي بمدينة غدامس غربي ليبيا، في حين جرت في الثاني عشر من أكتوبر الماضي جولة ثانية بالعاصمة الليبية طرابلس.وفي سياق آخر، دارت اشتباكات بين قوات حكومية وميليشيات مسلحة في العاصمة الليبية طرابلس أمس، فيما قال قائد القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا الجنرال رودريجز في مؤتمر صحفي أول من أمس، إن تنظيم "داعش" لديه معسكرات تدريب في شرق ليبيا تراقبها الولاياتالمتحدة عن كثب، مستبعدا تنفيذ أي عمل عسكري ضد المعسكرات "حديثة العهد" في المستقبل القريب.وقال رودريجز "يبدو أن مسلحي داعش في ليبيا لم يأتوا من الخارج بل هم عناصر من ميليشيات سابقة أعلنوا ولاءهم للتنظيم".