أنهي رئيس الوزراء الليبي عبدالله الثني أمس زيارة للعاصمة السودانية الخرطوم امتدت لثلاثة أيام اتفق خلالها مع الرئيس السوداني عمر البشير على العديد من الملفات الخاصة بالقضايا الأمنية والسياسية والاقتصادية بين البلدين. ونفي الثني في تصريحات في ختام الزيارة كل التقارير التي تشير إلى تورط حكومة الخرطوم في دعم مليشيات إسلامية في بلاده. وعبر عن أمله في أن يؤدي السودان دوراً كبيراً في إعادة الأمن والاستقرار في ليبيا خلال المرحلة المقبلة. وأعلن الثني استعداد بلاده لمساعدة السودان اقتصادياً خاصة في مجال النفط، وكشف عن عقد مؤتمر لدول الجوار الليبي في الخرطوم قريبا لمناقشة التنسيق الأمني بين هذه الدول من أجل عودة الاستقرار في ليبيا. وأبدى الثني استعداد حكومته للتفاوض مع المليشيات المسلحة ببلاده من أجل إعادة الاستقرار شريطة أن تقبل تلك المليشيات ترك سلاحها والخروج من العاصمة والمدن الأخرى والاعتراف بمجلس النواب الشرعي والحكومة. وشهد البشير والثني أمس حفل تخريج بمقر الأكاديمية العسكرية السودانية في مدينة امدرمان غربي العاصمة ومن بين المتخرجين عسكريون ليبيون. ومن جانبه أبدى الرئيس السوداني عمر البشير، استعداد بلاده للتوسط وتقديم كل ما يلزم لتحقيق المصالحة في ليبيا. وأكد استعداد السودان لتقديم كل ما من شأنه أن يحقق المصالحة الوطنية ودفع مسيرة التنمية في ليبيا. وشدد على أهمية جمع الفرقاء الليبيين وتوحيد كلمتهم تجاه حل سياسي شامل تتوافق عليه كل الأطراف، ويؤدي إلى تحقيق السلام والاستقرار. وأعلن وزير الخارجية السوداني علي أحمد كرتي عن تبني بلاده خطة محورية إقليمية "من دول الجوار الليبي" لحل الأزمة هناك توافقت عليها الحكومتان في الخرطوم وطرابلس. إلى ذلك كشف رئيس اتحاد أصحاب العمل بالسودان سعود البرير عن اتفاق مع الحكومة الليبية لإنشاء معسكرات للجيش الليبي وتنفيذ نماذج لمبان سريعة خاصة، بواسطة شركات سودانية، بجانب مساهمة السودان في إعادة الإعمار في ليبيا.