اندلعت أمس مواجهات بين محتجين جنوبيين وتجار من أبناء المحافظات الشمالية في مدينة الشحر، بمحافظة حضرموت، فيما كشفت مصادر سياسية يمنية مطلعة عن اتخاذ الرئاسة اليمنية قراراً بالمضي في تنفيذ اتفاق السلم والشراكة الوطنية من طرف واحد بعد أن تعثرت المساعي المتعددة التي بذلت لحث قيادة جماعة الحوثي على الالتزام بتنفيذ بنود الاتفاق والانسحاب الفوري من العاصمة صنعاءوالمحافظات الأخرى التي تمدد إليها مقاتليها، والتي كان آخرها اتصالات أجراها مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة جمال بنعمر مع زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي. وأكدت المصادر في تصريحات ل "الوطن" أن اتفاق السلم والشراكة الوطنية، الموقع بين القوى السياسية بما فيها جماعة الحوثي، مهدد بالانهيار جراء تعنت جماعة الحوثي ورفضها تنفيذ بنود الاتفاق التي تقضي بإخلاء العاصمة صنعاء من المظاهر المسلحة وسحب اللجان الشعبية التابعة للجماعة بالتزامن مع الانسحاب من المحافظات التي تمدد مقاتلوها إليها فور تشكيل الحكومة وتسمية أعضائها. وأشارت المصادر إلى أن الحوثيين بدلا من تنفيذ بنود الاتفاق بادروا إلى تعزيز انتشارهم في كافة شوارع وأحياء العاصمة صنعاء وعزل محافظ عمران المعين بقرار من الرئيس عبدربه منصور هادي، والسعي إلى التمدد لمحافظات أخرى كتعز التي احتشد مقاتلو الجماعة على مشارفها، إلى جانب تصعيد تدخلاتهم القسرية في كافة الوزارات والمؤسسات الحكومية من خلال ما يسمى "لجان الرقابة الثورية" والاستمرار في ارتكاب الانتهاكات وعمليات الاقتحام للكثير من منازل خصومهم والمناوئين لهم في صنعاءوالمحافظات الأخرى التي دخلوها. على صعيد الأوضاع في الجنوب اندلعت مصادمات بين محتجين جنوبيين وتجار من أبناء المحافظات الشمالية في مدينة الشحر، بمحافظة حضرموت، عقب مصادمات ليلية عنيفة دارت في سوق المدينة ذاتها، مساء أول من أمس، أسفرت عن إصابة أربعة أشخاص. وقالت مصادر محلية في الشحر ل "الوطن"، إن المصادمات نشبت بين الجانبين عندما رشق محتجون جنوبيون بالحجارة في سوق الشحر تجاراً شماليين، ردوا بإطلاق الأعيرة النارية من أسلحتهم الشخصية صوب المحتجين، ما أدى إلى سقوط أربعة جرحى بإصابات مختلفة، وأرجعت المصادر تصرف المحتجين إلى احتجاجهم على سقوط قتيل وعشرات الجرحى معظمهم اختناقاً بغازات القنابل المسيلة للدموع خلال تعامل قوات الجيش والأمن بعنف مع أنصار الحراك الجنوبيبعدن. وحذر مسؤولون محليون وقيادات في الحراك الجنوبي بالشحر في تصريحات ل "الوطن"، من استمرار المصادمات بين المحتجين الجنوبيين والتجار الشماليين وتحولها إلى صراعات مناطقية وتوسعها إلى بعض المناطق والمحافظاتالجنوبية. وكانت الأحداث التي شهدت مدينة عدن، كبرى مدن جنوب البلاد، يوم الأحد الماضي، قد رفعت سقف الاحتقان القائم في البلاد بعد دعوات الحراك الجنوبي لتصعيد تحركاته الاحتجاجية للمطالبة بانفصال الجنوب عن الشمال، واستمرار اعتصام نشطاء وأنصار الحراك في ساحة العروض بمديرية خورمكسر، في حين واجهت القيادات الجنوبية حملة انتقادات على خلفية عجزها عن توحيد مكوناتها وخطابها السياسي والإعلامي. وفي الوقت الذي ألقى فيه قمع السلطات بحق متظاهرين، بظلاله على مواقف المشاركين في الاعتصام والمكونات الجنوبية، قرر معتصمون تصعيد خطواتهم باتجاه الانفصال، فيما تبادلت مكونات حراكية الاتهامات في تحمل مسؤولية سقوط قتيل وعشرات المصابين في أحداث الأحد الماضي. وكان جنديان يمنيان قتلا وأصيب اثنان آخران في هجوم بالمتفجرات في عدن أول من أمس في هجوم نسب إلى "القاعدة".