طلبت فرنسا رسمياً من التحالف الدولي عدم الاكتفاء بشن غارات على مواقع تنظيم الدولة "داعش"، وتوجيه ضربات عسكرية مماثلة ضد قوات الرئيس السوري بشار الأسد "لإرغامه على التراجع، وإيجاد مناطق آمنة في شمال سورية يمكن للمواطنين السوريين العيش فيها بسلام". وأقر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بأن الاتجاه الأحادي لضربات التحالف ضد داعش سمح للنظام باغتنام "الوضع لتحريك قواته". وقال في تصريحات إذاعية أمس "إننا نعمل مع مبعوث الأممالمتحدة ستيفان دي ميستورا لمحاولة إنقاذ حلب، ومن جهة أخرى لإقامة ما يعرف بالمناطق الآمنة، وهي مناطق أمنية لا يمكن فيها لطائرات الأسد ولعناصر تنظيم الدولة ملاحقة السوريين". وأضاف "نحن بصدد العمل على ذلك. ينبغي إقناع العديدين، الأميركيين بالطبع وغيرهم، لكنه موقف الدبلوماسية الفرنسية، وأكرر أن الهدف الآن هو إنقاذ حلب، فقد سبق أن قلت قبل بضعة أسابيع إنه يجب إنقاذ حلب، لأنني كنت أحدس منذ ذلك الحين أنه بعد عين العرب- كوباني حيث تم وقف تقدم تنظيم الدولة، سيكون الهدف المقبل للمتشددين وجنود النظام هو حلب. وأي تقاعس في ذلك يعني الحكم على سورية وجيرانها بسنوات من الفوضى، مع ما يترتب على ذلك من عواقب بشرية فظيعة". إلى ذلك، انتقدت نائب رئيس الائتلاف الوطني، نورا الأمير صمت المجتمع الدولي على الجرائم التي يرتكبها نظام الأسد بحق المدنيين السوريين، لاسيما النساء، وقالت في بيان صحفي "من المفارقات المحزنة أن طيران النظام المجرم لم يتوان في توجيه نيرانه على النساء والأطفال في ذكرى اليوم العالمي لمكافحة كافة أشكال العنف ضد المرأة، حيث قصفت طائرات مناطق المدنيين في مدينة الرقة، مما أدى إلى مقتل 170 شخصاً وإصابة 100 آخرين، غالبيتهم من النساء والأطفال". وأضافت "الأسد هو الشخص الوحيد الذي مارس كافة أشكال العنف والتمييز ضدّ المرأة، دون أن تحاسبه دول العالم والمنظمات الحقوقية والأممية على تجرئه على حرمات القانون الدولي والإنساني. والمشكلة لم تكمن فقط بالرجم الذي مارسه نظام الأسد بحق النساء، ولكن المصيبة الكبرى كانت بالسكوت الدولي عن هذه الجريمة". في سياق منفصل، حذرت مسؤولة معنية بالشؤون الإنسانية في الأممالمتحدة، من ضياع وفشل وتشرد جيل كامل من السوريين، لافتة إلى أن الاقتصاد السوري تراجع بنسبة 40% منذ عام 2011 متأثراً بالصراع الدائر في البلاد. وقالت وكيلة الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسقة الإغاثة بالأممالمتحدة "فاليري اموس" في كلمة لها أمام مجلس الأمن إن "ثلاثة أرباع السكان باتوا يعيشون تحت خط الفقر، فيما انخفض عدد الطلاب الذين يرتادون المدارس بنسبة 50%، كما تراجعت فرص الشباب في الحياة، وباتت لديهم فرص قليلة لمستقبل مزهر". وأوضحت في تقريرها أن نحو 2.12 مليون شخص هم الآن في حاجة ماسة إلى مساعدات إنسانية في جميع أنحاء البلاد، من بينهم أكثر من 5 ملايين طفل. وذكرت أن أعمال العنف هجرت نحو نصف السوريين من منازلهم، وكثير منهم تهجروا عدة مرات. من جهة أخرى، أكدت مواقع على شبكة الإنترنت مشاركة جنود حزب الله في الحصار الذي يفرضه النظام السوري على سكان مخيم اليرموك جنوب العاصمة دمشق، وقالت شبكة "الراصد برس" إنها رصدت وجود راية حزب الله في مدخل المخيم المحاصر، مشيرة إلى أن ذلك يعتبر دليلاً إضافياً على مشاركة الحزب في جريمة حصار وقتل الفلسطينيين جوعا في المخيم المحاصر للعام الثاني على التوالي، كما أنه يسقط مزاعم "المقاومة" عن هذا الحزب الذي أوغل في دماء الشعبين السوري والفلسطيني.