في خطوة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من شركة اتحاد اتصالات "موبايلي" بعد الإعلانات المالية عن الربع الثالث التي كانت حديث الأوساط المالية في الأيام الماضية، قرر مجلس إدارة الشركة أمس كف يد العضو المنتدب والرئيس التنفيذي المهندس خالد الكاف، وذلك لحين انتهاء لجنة التدقيق من مهمة مراجعة الأسباب التي أدت إلى تعديلات القوائم المالية للربع الثالث لعام 2014، ورفع تقريرها إلى مجلس الإدارة. وكان الكثير من المساهمين قد طالبوا بإبعاد مجلس إدارة الشركة بعد إعلان النتائج، وكشف محللون ل"الوطن" أن قضية موبايلي قد أحدثت الهلع في السوق السعودي، وشرخت ثقة المستثمر، بعد تعرض قوائم أحد أكبر شركات السوق للتلميع وتسجيل دخل غير حقيقي، مما أدى إلى تخوف المستثمرين من تكرارها مع الشركات الأخرى. وقالوا إن قضية موبايلي فتحت الباب على مصراعيه أمام قضايا التدليس وتلميع القوائم المالية، وتضليل المساهمين. وطالب المختصون بضرورة وجود هيئة رقابية قادرة على فحص القوائم المالية مستقلة عن شركات المراجعة، مع ضرورة إصدار العقوبات الرادعة من قبل هيئة سوق المال حتى لا تتكرر في شركات السوق الأخرى. واوضحت الشركة أن مجموعة "اتصالات" تتابع عن قرب الأمور المتعلقة بتعديلات القوائم المالية للربع الثالث لعام 2014، وتدعم الخطوات التي اتخذها مجلس إدارة "موبايلي"، ولجنة التدقيق، والرامية إلى الوقوف على الأسباب التي أدت إلى هذه التعديلات. وأضافت في البيان: "بناءً على أعلى معايير حوكمة الشركات، وبناءً على مصالح المساهمين والجهات المعنية والسوق السعودي بشكل عام، تؤمن "اتصالات" بأنه يجب على مجلس الإدارة إجراء تحقيق مستقل لمعرفة ماذا حدث بالضبط ولماذا، ويجب أن يكون التحقيق بشكل مفصل وشامل، ومن غير أي عوائق". ولفتت الشركة إلى أنها ستدعم الخطوات التصحيحية التي يتخذها مجلس الإدارة الشكل والوقت اللذين يراهما المجلس مناسبين، وذلك لتجنب تكرار هذا الأمر. وكانت الإجراءات التي اتخذتها "اتصالات" وستتخذها لاحقاً أساسها مصلحة موبايلي ومصلحة مساهميها. وأشارت إلى أنها ستستمر مجموعة "اتصالات" بدعم "موبايلي" عبر هذه العملية، ويعد تعيين سيركان أوكاندان مؤخراً لمنصب نائب الرئيس التنفيذي لشركة اتحاد اتصالات "موبايلي"، ليس فقط دليلاً على التزام "اتصالات" تجاه "موبايلي" والسوق السعودي، ولكنه يؤكد أيضاً على التزام "اتصالات" بقيام "موبايلي" بتأدية أعمالها بكل سهولة ويسر. وشددت "موبايلي" على أنها واحدة من أكثر شركات الاتصالات نجاحاً في المنطقة وتتمتع بأسس متينة وإمكانيات ابتكارية كبيرة وكادر مؤهل، وبالتالي فإن مجموعة "اتصالات" لديها كل الثقة في قدرة "موبايلي" على التغلب على التحديات الراهنة لتستعيد نموها في أقرب وقت. من جهته، أكد المحلل المالي هشام عارف ل"الوطن" أن إبعاد الرئيس التنفيذي واتخاذ الشركة للشفافية في الإبعاد أمر جيد من أجل ان تأخذ التحقيقات في الموضوع مجراها الطبيعي، مبينا أنه لا بد من وقف الرئيس والإدارة المسؤولة عما حدث حتى لا يؤثروا على التحقيق فيما حدث. وأوضح عارف أن الخطوة التي اتخذتها موبايلي تعد جيدة للمساهمين الراغبين في معرفة مصير الشركة ومستقبلها بعد الإعلانات التي قدمتها وكانت محل استفهام، مشيرا إلى أنه لابد من إصلاح الخلل الذي حدث في الشركة والبداية بإبعاد الرئيس والإدارة.