في تسلسل شهادته أمام المحكمة الدولية المعنية بالتحقيق في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، يواصل النائب مروان حمادة كشف مزيد من التفاصيل التي تكتنف تفاصيل مقتل الحريري، حيث اتهم هذه المرة، الرئيس اللبناني السابق إميل لحود، بالسعي للسيطرة على مفاصل الدولة، وأن يصبح اللبنانيون بأطيافهم السياسية كما قال حمادة "تابعين له". ويعرف عن لحود علاقته برأس نظام دمشق، وأكثر من ذلك، حين كشف حمادة في شهادته أمام المحكمة، أن الرئيس الحريري دفع ثمن رفضه التمديد لولاية ثانية للحود، والتي جاءت أوامرها من قصر الشعب في دمشق. حمادة قال "الرئيس الحريري عاد ذات يوم من دمشق في غاية الغضب، بعد أن أرغمة الرئيس بشار الأسد على القبول بلحود رئيساً للبنان لولاية ثانية، أو يعمد - أي الأسد - إلى تخريب لبنان - على رأس الحريري ووليد جنبلاط - كما نقل حمادة. ويدخل اسم جنبلاط في هذه الزاوية، نظير الاصطفاف السياسي مع رئيس الوزراء الراحل في تلك الحقبة الزمنية. يأتي ذلك، فيما يدخل لبنان ذكرى استقلاله ال71 هذا العام، من دون احتفال سنوي كما جرت عليه العادة، حداداً على الجنود الذين ذهبوا ضحية إرهاب "داعش"، والآخرين المختطفين، بالإضافة إلى استمرار شغور موقع الرئاسة، وذلك للمرة الأولى منذ نهاية الحرب الأهلية عام 1990. وقال قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي في خطاب مباشر وسياسي بشكل غير معتاد نشر أمس، إن الإرهابيين الذين هاجموا مناطق من لبنان هذا العام كانوا سيدخلون البلاد "في دوامة حرب أهلية". ونعى قهوجي الجنود الذين قتلوا وأصيبوا في المعارك التي منعت ما سماه مخطط الإرهابيين للسيطرة على مناطق من البلاد. وقال قهوجي في خطابه للجنود أول من أمس، بمناسبة ذكرى الاستقلال: "لبنان مهدد بكيانه في أخطر مخطط إرهابي تشهده المنطقة جمعاء، مشيرا إلى أن تنظيم "داعش" يريد إعادة رسم حدود المنطقة، مؤكدا أن الجيش لن يتراجع، وأن قرارنا واضح باستمرارالحرب ضد هذه التنظيمات". وأضاف "أنتم من أحبط حلم إقامة إمارة ظلامية من الحدود الشرقية للوطن إلى البحر، والتي لو حصلت لأدت إلى أحداث مذهبية مدمرة تشمل لبنان بأسره، ولدخلنا في دوامة حرب أهلية أخطر مما يتصوره البعض"، معبرا عن أمله أن يتمكن لبنان من انتخاب رئيس في أسرع وقت ممكن. وكان تنظيم "داعش" وجبهة النصرة -اللذان يقاتلان في الحرب الأهلية السورية - قد هاجما بلدة عرسال الحدودية اللبنانية في أغسطس الماضي وأسرا مجموعة من الجنود. واشتبك متشددون مع الجيش في مدينة طرابلس الساحلية الشهر الماضي.