ثار الفلسطينيون في مدينة القدسالشرقية من جديد، بعد أن أقدم مستوطنون إسرائيليون على قتل يوسف الريموني، 32 عاما، في القدس الغربية في الساعات الأولى من أمس. وأشار والده حسن الريموني إلى أنه تمكن في ساعات فجر أمس من رؤية جثمان ابنه في المستشفى، وقال: "كان وجهه أزرق، وعلى رقبته خط جرح عميق وعلى جسده آثار ضرب في يديه ورجليه وبطنه، وذلك لدى محاولة المجرمين السيطرة عليه وشنقه". وعلى الرغم من ادعاء الشرطة الإسرائيلية بأن الريموني أقدم على شنق نفسه، إلا أن والده نفى هذه الرواية. وقال: "يدعون أنه شنق نفسه ولكن هذا كذب، ابني شخص محترم أحبه كل من عرفه، ولديه عائلة يحبها وطفلان يحبهما وحاله ميسورة، وبالتالي لا ينقصه أي شيء حتى يقدم على عمل كهذا". وأضاف: "اشتكى ابني في الماضي من تعرضه للاعتداء من مستوطنين إسرائيليين لدى عمله سائقا للحافلة، وقد توقف عن العمل لفترة ثم ألحت عليه الشركة بالعودة بعد أن وعدته بتوفير الحماية له، وعاد ولكنهم قتلوه". وأعادت الجريمة الجديدة إلى الأذهان جريمة قتل الفتى محمد أبوخضير من بلدة شعفاط في الثاني من يوليو الماضي، الذي اختطفه وقتله 3 مستوطنون إسرائيليون، مما تسبب في مواجهات على نطاق واسع. من جانبه، ندد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، رئيس دائرة شؤون القدس أحمد قريع، بجريمة إعدام الريموني بعد الاعتداء عليه من مجموعة من المتطرفين اليهود. وقال في بيان: "هذه الجريمة النكراء جزء من سلسلة الجرائم العدوانية بحق أبناء شعبنا الأعزل، وكنا ولا نزال نحذر من تمادي عصابات اليهود المتطرفين والمستوطنين، في جرائمهم وإرهابهم المنهجي الذي يستهدف كل عربي فلسطيني في مدينة القدس". وأضاف: "هذه ليست الجريمة الأولى التي ترتكبها عصابات المتطرفين اليهود، فقد نفذت جرائم عدة تعكس مدى العقلية الإسرائيلية الإرهابية، ابتداء من خطف الطفل محمد أبوخضير وحرقه وقتله، واغتيال المقدسي عبدالرحمن الشلودي، والشاب معتز حجازي، وإبراهيم العكاري، والعشرات من المقدسيين الذين اغتالتهم إسرائيل بدم بارد". وثار سكان بلدة أبوديس، شرق القدس التي ينحدر منها الريموني، بعد تأكد خبر مقتله واشتبكوا مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في البلدة. وكانت أعنف المواجهات في محيط جامعة القدس، في أبوديس، حيث أضرم الشبان النيران في الإطارات ورشقوا قوات الاحتلال الإسرائيلي بالحجارة. وامتدت المواجهات إلى بلدات العيزرية والطور ورأس العامود وسلوان ووادي الجوز . في غضون ذلك، جددت الشرطة الإسرائيلية الموجودة على بوابات المسجد الأقصى المبارك منع النساء من الدخول إلى المسجد لليوم الثاني على التوالي. وقد اعتصمت عشرات النسوة على كثير من بوابات المسجد وهن يطالبن بالسماح لهن بالدخول في الوقت الذي سمحت فيه الشرطة إلى مستوطنين إسرائيليين باقتحام المسجد. وهاجم عناصر الشرطة المعتصمات واعتدوا عليهن بالضرب. على صعيد سياسي، رأى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الدعوات الواردة من بعض البرلمانات الأوروبية إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية "من شأنها إبعاد السلام"، وقال: "هذه التصرفات لا تقول للفلسطينيين إنه يجب عليهم صنع السلام مع الدولة القومية للشعب اليهودي، بل تمنحهم دولة قومية خاصة بهم من دون مقابل. ولا يقول هؤلاء للسلطة الفلسطينية إنها مطالبة بتقديم تنازلات حقيقية والتعامل بجدية مع المطالب الأمنية الشرعية الخاصة بإسرائيل، بل يمنحونهم جائزة، دون مطالبتهم على الإطلاق بتقديم التنازلات المطلوبة لتحقيق السلام الحقيقي. وأعتقد أن هذا السلام لن يكون ممكنا إلا إذا قدمت الأطراف جميعا التنازلات، وعليه لا يجوز القيام بخطوات أحادية أو منح مكافآت أحادية للجانب الفلسطيني الذي يواصل بدوره ممارسة التحريض".