أبدت لجنة المحامين في غرفة محافظة الأحساء، استعدادها للترافع قضائيا، عن أسر وذوي قتلى وجرحى جريمة إطلاق النار في بلدة "الدالوة" التابعة للمحافظة. وأكد رئيس اللجنة المحامي الدكتور يوسف الجبر "قاض سابق"، في تصريح إلى "الوطن" أمس، أن هذه الخطوة هي الفعل الأقل الذي يمكن للجنة تقديمه في هذا المصاب، ولن تتردد في تلك الخطوة، وهو من صميم واجبها الأخوي والاجتماعي، وهي خطوة تضامن بتقديم كل ما تستطيع بما يعمل على بلسمة الجراح وردم فجوة الهم الذي أصاب القرية بشكل خاص والأحساء بشكل عام، لافتا إلى أن المطالب لن يطول انتظارها، وقريبا سيتم فتح أبواب القضية، واللجنة على أتم الاستعداد لتبني القضية كاملة ودعمها. وأضاف الجبر أن خطوات الترافع في مثل هذه القضايا، ترتكز على معرفة المتسببين في الجريمة "الجناة"، والقبض عليهم، يليها استخراج صكوك حصر الميراث للقتلى، ومن ثم استخراج وكالات شرعية من جميع ذوي القتلى في كتابات العدل، وتخويل الوكلاء ب"القصاص"، ومن ثم التوجه إلى المحكمة الشرعية "المختصة" للمطالبة بالعقوبة، التي يحددها الورثة، والمتمثلة في مثل هذه الجريمة ب"القصاص"، بوصفها جريمة قتل عمد وعدوانا، وفي مثل تلك الجريمة، يتم إنزال أقصى العقوبات في حق الجناة المتورطين. وأبان أن مثل هذه الجرائم "القصاص" هي الحق الخاص للقتلى والجرحى، وفي حال التنازل عن الحق الخاص، فإن الحق "العام" يقضي بالسجن لفترة زمنية طويلة قد تصل إلى 15 عاما، بيد أنه ذكر أن مثل هذه القضايا، سيحسم الموضوع فيها، ب"الحرابة"، لأن مرتكبيها مفسدون في الأرض وفيها ترويع للناس، طبقا لنظام الجزاءات القانونية، وأن أقصى عقوبة فيها القتل، وبالتالي لن يتم النظر في العقوبات الأخرى. من جهة أخرى، استقبل محافظ الأحساء الأمير بدر بن محمد بن جلوي، في مكتبه أمس، أسر وذوي قتلى ومصابي الجريمة، الذين ثمنوا جهود الجهات الأمنية في المملكة في القبض على الخلايا الإرهابية المتورطة في الجريمة في وقت قياسي. كما ثمنوا وقوف وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، وأمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف، ونائبه الأمير جلوي بن مساعد بن عبدالعزيز، ومحافظ الأحساء معهم منذ اللحظات الأولى للجريمة، والتي كان لها الدور الكبير في التخفيف من مصابهم. إلى ذلك، أكد مدير فرع وزارة المياه في الأحساء المهندس عبدالله الدولة، أن الحادثة إرهاب موجه للإنسانية جمعاء، وأنها عمل إجرامي جبان يهدف إلى تمزيق الوحدة الوطنية، وإسقاطنا في براثن الفتن، من خلال إشعال نار الطائفية المقيتة، كما أن هذه العملية تنم عن حقد دفين ضد الوطن وتريد النيل منه ومن استقراره. وقال خلال تأديته ووفد من منسوبي الفرع واجب العزاء أول من أمس، "إن الإرهاب والإرهابيين، فشلوا من خلال قتل الأبرياء في تحقيق مسعاهم الدنيء، وعجزوا عن تحقيق مآربهم، بفضل تماسك مجتمع الأحساء بجميع أطيافه والذي يعد أنموذجا فريدا للتعايش الوطني المشترك الذي تنعم به هذه الواحة".