أعلنت وكالة الاستخبارات الاتحادية الألمانية أن متشددي تنظيم "داعش" سيتمكنون من شن عمليات في العراق "في المستقبل القريب" رغم الضربات الجوية التي توجهها قوات التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة وجهود قوات الأمن العراقية لاستعادة الأراضي العراقية التي سيطر عليها التنظيم. ودقت الاستخبارات جرس الإنذار لتزايد عدد الإسلاميين المتشددين داخل ألمانيا المستعدين للانضمام إلى التنظيم للقتال في العراق وسورية، وحذرت من تزايد خطر وقوع اشتباكات عنيفة في شوارع ألمانيا بين جماعات راديكالية متناحرة. وقالت الاستخبارات الاتحادية الألمانية في بيان أمس إن تنظيم "الدولة" ما زال قادرا على العمل بنجاح في محافظة الأنبار بغرب العراق وخارج بغداد، ويسعى لإقناع مزيد من العراقيين السنة بالتحول ضد التحالف الذي يقاتل التنظيم بقيادة الولاياتالمتحدة. وأضافت "استمرار الفراغ السياسي والأمني في العراق في المستقبل القريب سيزيد من صعوبة قتال الجماعات الإرهابية الراديكالية". وتابعت أنه في سورية أظهر القتال بين "داعش" والقوات الكردية في مدينة كوباني القريبة من حدود تركيا أن المتشددين ما زالوا في وضع يسمح لهم بالهجوم حتى وإن ضعفت حركتهم جراء الضربات الجوية بقيادة الولاياتالمتحدة. وقالت الاستخبارات الاتحادية الألمانية إنه جراء نقص الموارد تركزت قوات الرئيس السوري بشار الأسد في مراكز الحضر في دمشق وحمص وحماة وحلب حيث حققت بعض النجاحات العسكرية. وغضت قوات الأسد بشكل كبير الطرف عن المناطق القليلة السكان في شرق سورية الأمر الذي سمح للتنظيم بتوسيع نفوذه هناك. وفي بيان مواز قال المكتب الاتحادي لحماية الدستور الذي يتولى شؤون الاستخبارات الداخلية إن عدد الإسلاميين السلفيين يزيد في ألمانيا وكذلك عدد المجندين المحتملين ل"داعش". وسافر نحو 450 شخصا من ألمانيا للانضمام للمقاتلين الراديكاليين. وأضاف أن بعض الشيشان المقيمين في ألمانيا ينضمون للسلفيين وتابع أن كثيرا من هؤلاء المجندين نشطون ويتسمون بالعنف. وحذر أيضا من تزايد الاشتباكات في ألمانيا بين جماعات إسلامية ومؤيدين للانفصاليين الأكراد على خلفية الصراع في كوباني. وقال رئيس المكتب الاتحادي لحماية الدستور هانس جيورج ماسين في البيان "السلفيون يجندون مقاتلين من أجل "داعش". منذ صيف عام 2014 يجند حزب العمال الكردستاني أتباعه لمحاربة التنظيم". وأضاف "نخشى أن تتصاعد الاشتباكات العنيفة بين المتطرفين في شوارعنا" في إشارة إلى اشتباكات وقعت في الآونة الأخيرة في مدن ألمانية بين سلفيين وأكراد محليين وأحدثها كان بين سلفيين ومؤيدين من أقصى اليمين في مدينة كولونيا بغرب البلاد. وصدر بيانا الاستخبارات الاتحادية الألمانية والمكتب الاتحادي لحماية الدستور قبل مؤتمر صحفي مزمع أمس لرؤساء الاستخبارات الألمانية ووزير الداخلية بشأن محاربة الإرهاب.