كانت ال18 ساعة التي قضاها جثمان المبتعث السعودي عبدالله القاضي، الذي لقي حتفه غدرا في الولاياتالمتحدة الأميركية معلقا بين السماء والأرض، هي الأصعب على عائلة المبتعث، فيما انتهت آخر الفصول الإنسانية في القضية بوصول جثمانه إلى مطار المدينةالمنورة قادما من لوس أنجلوس عبر مدينة جدة. وفيما كان من المقرر أن يوارى جثمان القاضي الثرى بمقبرة "الكوت" في الأحساء، دفعت "تغريدة" كان قد أطلقها على حسابه في "تويتر" بعائلته إلى تنفيذ وصية ابنها الذي أبدى رغبته في أن يدفن بعد موته بمقبرة البقيع بالمدينةالمنورة إلى جوار المسجد النبوي الشريف.
لم يدر بخلد أسرة المبتعث عبدالله القاضي التي كانت تنتظر عودته من رحلة الابتعاث محملا بالآمال العريضة، أنهم سيستقبلون بعد أربع سنوات "جثته" في رحلة العودة الأخيرة. ووصل جثمان الطالب الذي قتل غدرا في الولاياتالمتحدة الأميركية، وعثرت على جثته الخميس الماضي في الخامسة من عصر أمس، إلى مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، حيث نقل مباشرة إلى طائرة أخرى أقلعت به إلى مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي بالمدينةالمنورة، حيث تقررت مواراته الثرى بمقبرة البقيع. وقال مدير عام مطار الملك عبدالعزيز بجدة عبدالحميد أبا العري، ل"الوطن" إن "إدارة المطار ليست مختصة باستلام الجثامين، وقد اتبعنا الإجراءات التي تتبع في مثل هذه الظروف، واستقبل الجثمان في منطقة الشحن الجوي بمطار الملك عبدالعزيز الدولي، من قبل إدارة الجمارك التي قامت من خلال اختصاصها بإجراء عملية الفسح، ثم نقل الجثمان بعد ذلك إلى رحلة أخرى أقلعت به إلى مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي بالمدينةالمنورة". 18 ساعة ما بين السماء والأرض قضاها جثمان "القاضي"، منها 16 ساعة ونصف وهي الفترة الزمنية بين مطار لوس أنجلوس، ومطار "المؤسس" بجدة، وساعة ونصف أخرى بين جدة وطيبة، تمهيداً لدفنه بمقبرة "البقيع" بجوار المسجد النبوي الشريف. علمت "الوطن" من خلال مصادرها أن الأسرة كانت تعتزم دفن الجثمان في مقبرة "الكوت" بالأحساء، إلا أن وصية القاضي التي أوضحها خلال تغريدة كتبها قبل فترة على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" غيرت الخطة الموضوعة، حيث أبدى الراحل رغبته في أن يدفن عند موته في مقبرة البقيع بجوار المسجد النبوي الشريف. وكان القاضي قد فقد في 17 من الشهر الماضي، وعثر على جثته الخميس الماضي، ووجهت الشرطة الأميركية الاتهام إلى أميركي من أصول مكسيكية اسمه أوجوستين فرنانديز (28 عاماً) بقتل القاضي بعد أن تعرف عليه من خلال موقع "كريجليست" للبيع الإلكتروني، حيث كان المغدور يرغب في بيع سيارته من طراز "اودي إس 5". وأعلنت الشرطة في مؤتمر صحفي عقد الثلاثاء الماضي أنها عثرت على السكين التي استخدم في الحادث مع الجاني، وأن هناك مشتبها به آخر تجري متابعته، في الوقت نفسه أجلت محكمة لوس أنجلوس نظر القضية إلى 17 من الشهر المقبل. إلى ذلك، تفاعل مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي مع قضية مقتل القاضي، حيث ظهرت العديد من الصفحات ومقاطع الفيديو التي تتحدث عن القضية وتوثق لها، وتقدم النصائح للمبتعثين لتجنب العصابات الإجرامية، وتؤكد ضرورة معرفة أرقام التواصل مع الشرطة في بلد الابتعاث، وتعميق التواصل مع الإدارات الجامعية، والابتعاد عن مواقع البيع الإلكترونية المشبوهة. من هؤلاء "فهد سهال" الذي بث من خلال قناته على موقع "يوتيوب" مادة مصورة عن الجريمة، تضمنت كافة المعلومات والتفاصيل الدقيقة، وحصد هذا المقطع على أكثر من 63 ألف مشاهدة خلال أيام.