تنافس عدد كبير من الشباب، تشاركهم عمالة وافدة، عصر أمس لحجز مواقعهم على جنبات الشوارع الرئيسية بمدينة جدة بمركباتهم الخاصة المحملة بأكياس الأرز تمهيدا لبيعها كزكاة للفطر. وعلى الجانب الآخر زود أصحاب مواقع رسمية ومصرح لهم من الأمانة مواقعهم بكميات كبيرة من الأرز، في سباق محموم مع من انتشروا بشوارع جدة من الأفراد الذين لا يحملون تصاريح بيع. فيما انتشر عدد من الشباب أمام أبواب المساجد، يحملون كوبونات تعود لجمعية البر الخيرية، وللمستودع الخيري بحيث يتم دفع قيمة 15 ريالا للكوبون الخاص بزكاة الفطر و150 ريالا للكوبون الخاص بكسوة العيد، وكوبونات أخرى تخص الصدقة بأسعار مختلفة. وفي أحد هذه المواقع الرسمية والمصرح لها ببيع زكاة الفطر، قال المواطن عطية الزهراني الذي يحمل تصريحا نظاميا يخول له بيع زكاة الفطر منذ قرابة 16 عاما في موقعه بشارع صاري، إنه يبيع زكاة الفطر بقيمة 15 ريالا للفرد من خلال أكياس معبأة خصيصا لزكاة الفطر بحسب عدد الأفراد المراد دفع الزكاة عنهم. وبين الزهراني أنه يكتفي بالبيع ولا يعمل على إيصال الزكاة، مشيرا إلى اتفاقه مع جمعية البر الخيرية بجدة منذ العام المنصرم على تزويده بعدد من المركبات التابعة لها، يستطيع أي مزك أن يسلم زكاته لها لتوزعها الجمعية بدورها وتوصلها إلى مستحقيها في حال رغب المزكي ذلك، أو بإمكانه أخذها معه وإيصالها لمن يعرفه من مستحقيها. وعن انتشار العديد من الشباب في مواقع مجاورة له وبيعهم زكاة الفطر من الأرز، أوضح أن هذا عمل غير حضاري، وغير منظم، مطالبا بمتابعة مثل هذا الوضع من قبل الجهات المختصة، وإلزام من يقوم بذلك بالحصول على تصريح بيع وموقع معتمد لضبط عملية أداء زكاة الفطر. من جهة أخرى، وزع المستودع الخيري بجدة بموافقة من إمارة منطقة مكةالمكرمة مجموعة من الخيم أمام أغلب مساجد مدينة جدة خصصت لجمع زكاة الفطر، فيما انتشرت آلاف اللوحات الإعلانية على امتداد أغلب الشوارع الرئيسية تحث على جمع الزكاة بهذه المقار من خلال عبارات كتبت عليها ومنها "أكثر من 10000 أسرة في انتظارك" و"حتى تصل لمستحقيها" و" تكفيك عناء الإخراج في الوقت الشرعي وبالنصاب الشرعي" . كما جرى نصب عدد من الخيم بالقرب من المولات التجارية، ومراكز التسوق الكبيرة. ودشن المستودع الخيري هذا العام بموافقة من إمارة منطقة مكةالمكرمة مشروع زكاة الفطر من خلال 10 سيارات تجوب شوارع جدة كتبت عليها عبارة "أوقفني.. إذا أردت أن تخرج زكاة الفطر". وأوضح المدير العام للمستودع الخيري بجدة فيصل بن عبد الرحمن الحميد أن المستودع الخيري أطلق فكرة السيارات لأول مرة، حيث قسمت جدة إلى 10 مربعات، خصص لكل مربع سيارة، مشيراً إلى أن الفكرة تعمل على الوصول لكافة شرائح المجتمع؛ لاستقبال زكواتهم بما يحقق شعار المشروع "حتى تصل إلى مستحقيها في وقتها الشرعي". وبين أن هذه السيارات ستزور الشركات والمنشآت الكبيرة في كل منطقة من مناطق جدة، لافتا إلى أن المستودع يمتلك قاعدة بيانات حاسوبية متجددة تحتوي على بيانات ل6000 أسرة فقيرة داخل مدينة جدة، إضافة إلى أكثر من 10000 أسرة مسجلة في قوائم الانتظار، وأن المستودع سيوزع زكاة الفطر بين هذه الأسر بطريقة عادلة تأخذ في الحسبان عدد أفراد الأسرة ومستوى الفقر ودرجة الاحتياج.