عززت الحكومة العراقية استعداداتها الأمنية والتنسيق مع المستشارين الأميركيين وكذلك مع قائد قوة القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني لمواجهة أي هجوم محتمل على العاصمة. ونقل موقع واي نيوز الإلكتروني ومقره في بغداد عن مصادر مطلعة قولها، إن "القيادة العسكرية والأمنية العراقية كثفت من اجتماعاتها مع المستشارين الأميركيين الموجودين في السفارة في بغداد والمنتشرين في وزارة الدفاع العراقية لوضع الخطط الكفيلة بإحباط أي هجوم محتمل لتنظيم داعش على بغداد". وبيّنت المصادر أن "الحكومة العراقية استعانت أيضاً بالجنرال قاسم سليماني وبالخبراء الإيرانيين الموجودين في بغداد لمواجهة أي تدهور أمني محتمل"، لافتة إلى أن "سليماني موجود حالياً في مركز قيادة الحرس الثوري في بغداد ليتابع تطورات الموقف على الأرض بعد اقتراب المتشددين من بغداد وتوالي سقوط البلدات في محافظة الأنبار". موضحة أن "سليماني يراقب عن كثب ما يجري بشأن سير المعارك مع داعش، والعمل على تعزيز القوات العراقية في مناطق حزام بغداد وإرسال المزيد من المتطوعين لضمان عدم حصول اختراق في تلك المحاور المشتعلة بالقتال". وخلال زيارته أمس إلى محافظة ذي قار جنوبي العراق لحضور حفل تخرج دورة ضباط مكافحة الإرهاب في الكلية العسكرية، أكد رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، أن العاصمة العراقيةبغداد آمنة ومستقرة، وأن المجاميع الإرهابية تندحر بعيدا عنها، نافيا ما يشاع عبر وسائل إعلام عن وضع أمني غير مستقر يهدد العاصمة. وقال العبادي في كلمة له إن: "العدو الإرهابي المتمثل بعصابات داعش يحاول أن يبث الإشاعات المغرضة للنيل من معنويات الشعب العراقي وصموده في حربه ضد الإرهاب، وآخرها الحديث عن تهديدات أمنية تحيط بالعاصمة بغداد". مضيفا :"أؤكد لأهالي بغداد وللعراقيين جميعا أن بغداد محمية بأبنائها وقواتها المسلحة وهي آمنة، بل إننا وسعنا من الحدود الآمنة للعاصمة ودفعنا خلايا داعش إلى الخلف شرقا وغربا وشمالا وجنوبا". وعلى هامش تشييع جثمان النائب أحمد الخفاجي في مبنى البرلمان أمس هدد رئيس مجلس النواب سليم الجبوري تنظيم داعش بأن العراق سيكون مقبرة لهم. وقال في كلمة له، إن محافظة صلاح الدين: "لا تزال تنزف وأرواح أخرى تسقط بدم بارد في الكاظمية بالمفخخات والفاعل هو واحد والجريمة واحدة وأن تعددت الأسماء"، مخاطبا تنظيم داعش "إما أن تذهبوا إلى ساحة من أرسلكم وتصفون حساباتكم أو يكون العراق مقبرة لكم". وكان انتحاري يقود سيارة مفخخة فجر نفسه، مساء أول من أمس في ساحة عبد المحسن الكاظمي بمنطقة الكاظمية، شمالي بغداد، مما أسفر عن مقتل وإصابة 80 شخصاً بينهم النائب عن كتلة بدر أحمد الخفاجي. وفي شأن آخر وعلى خلفية تقرير منظمة العفو الدولية الذي اتهمت فيه قوات الحشد الشعبي بأرتكاب جرائم طائفية، وأن الحكومة العراقية تدعم وتسلح مقاتلين شيعة يخطفون ويقتلون المدنيين السنة. أعلنت وزارة حقوق الإنسان في بيان إن "قوات الحشد الشعبي جزء من المنظومة العسكرية العراقية الرسمية"، مؤكدة "لا يمكن نسب جرائم الخطف والابتزاز والقتل لهم واعتبارها جرائم حرب لأن طبيعتها جنائية وإن كانت هناك حالات فهي فردية وجميعها تقدم للعدالة ولا يوجد إفلات من العقاب". على صعيد آخر وفيما أعلنت مصادر في مجلس النواب قرب حسم تسمية المرشحين لشغل وزارتي الدفاع والداخلية برز خلاف داخل التحالف الوطني "الشيعي" حول اختيار الشخصية المناسبة لحمل حقيبة الداخلية، تمثل بمسعى حزب الدعوة الاسلامية بزعامة نوري المالكي للحصول على الوزارة. قال عضو التحالف النائب عزيز علون العكيلي ل الوطن "إن المالكي يسعى إلى الاحتفاظ بحقيبة الداخلية لتكون من حصة حزبه، ورفضت القوى المنضوية داخل التحالف الوطني هذا التوجه، وشددت على اختيار شخصية مستقلة". وطبقا للاتفاق السياسي بين الأطراف المشاركة في الحكومة ستكون وزارة الدفاع من حصة المكون السني فيما يتولى الداخلية شخص ترشحه القوى الشيعية. وكانت وزارة الداخلية تدار بالوكالة بالحكومة السابقة، وتولى القيادي في حزب الدعوة الإسلامية عدنان الأسدي منصب وكيلها الأقدم.