رغم مواصلة التحالف الدولي غاراته على مواقع تنظيم الدولة "داعش" قرب مدينة عين العرب، إلا أن الأخير واصل تقدمه باتجاه المدينة المحاصرة، حيث سيطر أمس على جزء من تل مشتى النور الاستراتيجي المطل على عين العرب، بعدما كانت قوات حماية الشعب الكردية تسيطر عليه. كما قصف المتشددون عدة أحياء في المدينة بعنف صباح أمس. إلى ذلك، أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن القصف أتى عقب هدوء نسبي بعد منتصف الليلة الماضية التي تمكن تنظيم الدولة خلالها من السيطرة على الجزء الجنوبي من التل. وأضاف المرصد أن القصف الدولي تسبب في وقوع عدد من القتلى وسط عناصر التنظيم، مما أعاق دخولهم المدينة. مشيراً إلى أن القصف كان بمعدل غارة كل 20 دقيقة، ولولاه لكان تنظيم الدولة قد اقتحم المدينة. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن في تصريحات صحفية: "تمكن تنظيم الدولة خلال الليلة الماضية من السيطرة على الجزء الجنوبي من هضبة مشتى النور، إلا أن المتطرفين يجدون صعوبة بالغة في التقدم بسبب الغارات التي تنفذها طائرات التحالف العربي الدولي. ويحاول مقاتلو داعش السيطرة على كامل الهضبة، وإن نجحوا في ذلك، ستصبح عين العرب كلها في مرمى نيرانهم بسب ارتفاع الهضبة وإشرافها على كامل المدينة وبالتالي يسيطرون عليها عمليا بالنار، ويصبح دخولها أمراً سهلاً". وتابع عبدالرحمن بالقول إن مئات المقاتلين قتلوا من الطرفين منذ بدء الهجوم في اتجاه عين العرب في السادس عشر من سبتمبر الماضي. في سياق ميداني، تحاول كتائب المعارضة المسلحة الموجودة في مناطق مختلفة من ريفي حلب الشمالي والشرقي، طرد قوات النظام من منطقة حندرات، لذلك أرسلوا بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى المنطقة في مسعى لإعادة فتح طريق الكاستيلو، الذي يعد طريق الإمداد الرئيس للمناطق التي يسيطر عليها الثوار في حلب. وبعد سيطرة قوات النظام شبه الكاملة على منطقة حندرات شرق حلب، يخوض الثوار اشتباكات عنيفة على جبهة حندرات في مواجهة قوات الأسد، في ظل سعيهم لاستعادة السيطرة على المنطقة الواقعة في الريف الشمالي لحلب، التي تمثل الثقل الاستراتيجي للمعارضة في المحافظة. وأسفرت مواجهات حندرات عن مقتل 45 من قوات النظام الذي يسيطر بشكل أساسي على مجموعة نقاط استراتيجية، هي بالتحديد تلة حندرات وتلة الجبيلة ومفرق سيفات، ومن خلالها نجح في قطع طريق الكاستيلو الواصل بين الريف الشمالي، حيث يسيطر الجيش الحر وبين مدينة حلب التي يحاصرها النظام بشكل كامل وفي ريف دمشق، قال المرصد إن الاشتباكات العنيفة تواصلت بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني وحزب الله اللبناني من جهة ومقاتلي الكتائب الإسلامية من جهة أخرى في حي جوبر، وسط العاصمة، في ظل استمرار القصف من قبل قوات النظام على مناطق في الحي، كما سقطت قذيفتان صاروخيتان صباح أمس على مناطق في حي برزة، مما أدى لسقوط جرحى، بينهم طفل، إضافة إلى حدوث أضرار مادية في المنطقة، كما سقطت قذيفتا هاون على مناطق في محيط شارع فارس خوري وسط العاصمة، دون معلومات عن خسائر بشرية حتى اللحظة. كما تعرضت مناطق في بلدات حمريت وسلطانة وسبسبا لقصف من قبل قوات النظام، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية، بينما نفذ الطيران الحربي عدة غارات على أطراف مدينة حرستا، فيما سقطت قذيفتا هاون على منطقة أول جرمانا، مما تسبب في أضرار مادية، كذلك نفذ الطيران الحربي عدة غارات على مناطق في جرود بلدتي قارة ورأس المعرة.