تضاربت الأقوال حول مصير زعيم جماعة خراسان المرتبطة بتنظيم القاعدة، الكويتي محسن الفضلي، فبينما أكدت وزارة الدفاع الأميركية الأربعاء الماضي إصابته في غارة على سورية ضمن غارات التحالف الدولي ضد الإرهاب، عاد نائب مستشار الأمن القومي الأميركي توني بلينكن واستدرك بأن بلاده تحاول التثبت من موت الفضلي، والتأكد من أنه "لا يحاول فعليا تزييف موته والاختباء. لكن توجد مؤشرات قوية على أنه تم التخلص منه". الفضلي، الذي ولد في الرابع والعشرين من أبريل عام 1981م في الكويت، يعتبر أحد أهم المطلوبين على لائحة الإرهاب الدولية، ويقول عنه كثير من زملاء دراسته إنه اتسم بالغموض الشديد طيلة حياته، فقد تأثر بأفكار القاعدة وهو لم يزل في ال18 من عمره، وسرعان ما ترجم ذلك التأثر إلى أفعال عندما التحق بصفوف تنظيم القاعدة، الذي وثق به قادته ليتحول إلى حارس شخصي لزعيم التنظيم أسامة بن لادن في العام 2000، وهو لم يبلغ ال19. لم تكن مسيرة الفضلي في تنظيم القاعدة بعيدة عن أعين الأمن وملاحقاته، فقد اعتقلته السلطات السعودية عام 2001، على خلفية ارتباطه بجماعات إرهابية، وأطلق سراحه بعدها. وفي العام الذي يليه مباشرة أدانته محكمة كويتية في قضية تفجير المدمرة الأميركية "كول" أمام الساحل اليمني، إلا أنها أفرجت عنه بدورها لعدم اختصاص المحكمة، بسبب وقوع الاعتداء خارج الحدود الإقليمية لدولة الكويت. ومنذ تلك اللحظة اختفى الفضلي عن الأنظار. ليتضح بعدها أنه غادر الكويت إلى إيران، حيث تلقى تدريبات متقدمة على استخدام مختلف الأسلحة والمتفجرات، ثم العراق، وانتقل بعدها إلى سورية في نهاية العام 2011، لينضم إلى تنظيم "جبهة النصرة". ثم راجت أنباء قوية بأن الفضلي هو الممثل الشخصي لزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في سورية بدلا من أبي خالد السوري الذي اغتاله تنظيم "داعش". في العام قبل الماضي رصدت واشنطن 7 ملايين دولار مكافأة لمن يرشد عن مكانه، ووصفته بأنه "ممول لتنظيم القاعدة، ومقرب من ابن لادن، ومن القلائل الذين عرفوا مسبقا بهجمات 11 سبتمبر 2001".