رغم إعجابي الكثير بما رأيت وسمعت إلا أن الدهشة لم تصبني؛ لأن المعني بالأمر صاحب الخلق والحكمة والعطاء الأمير سلمان بن عبدالعزيزآل سعود، فقد تشرفت بالسلام عليه والجلوس في مجلسه العامر في الأيام الماضية. الزائر لهذا المجلس يلحظ انصهار تام لكل الأعراق والمذاهب والألقاب والأفكار في وعاء واحد وهو الوطنية وحب تراب هذه الأرض المباركة، فلم يطغ حضور منطقة عن أخرى من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها، أما الفكر والتخصص في عقول مرتاديه فهو كجامعة عريقة تضم كل العلوم والمعارف انطلاقا من شريعتنا الإسلامية السمحاء إلى السياسة والتاريخ والأدب والاقتصاد والجغرافيا. ولن يخرج الزائر دون معايشة حقيقية للتواضع بمعناه الحقيقي، المزين بأدب الحوار وحسن الاستماع واحترام الكبير والعطف على الصغير، والترحيب بالبعيد وقضاء حاجات الناس وغيرها من الفضائل والقيم الاسلامية. أسطر هذه الأحرف شهادة مني على هذا التلاحم في ذكرى اليوم الوطني الرابع والثمانين، على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن "طيب الله ثراه". لتؤخذ العبر، وليحمد الله كل من ينعم بخير هذا البلد الأمين في ظل ظروف إسلامية وعربية صعبة جدا، وفتن وحروب لا تنتمي للإسلام الحقيقي بأي صلة. أدام الله هذا التلاحم بين القيادة والشعب، وتبقى المملكة العربية السعودية حاضنة الحرمين الشريفين قبلة كل المسلمين.