بينما يواصل التحالف الدولي غاراته على مواقع تنظيم "داعش" في سورية، مستهدفاً موقعاً نفطياً جديدا في محافظة دير الزور، ومواقع أخرى لمقاتلي التنظيم في ريف الحسكة، ألمحت فرنسا على لسان وزير دفاعها جان إيف لو دريان إلى إمكانية مشاركتها في الغارات التي تستهدف التنظيم في سورية. وفي السياق ذاته، أبلغ "الوطن" وزير الدفاع الأسبق في حكومة الائتلاف الوطني السوري أسعد مصطفى، بوجود توجه مرتقب لدول التحالف المشاركة في ضرب "داعش" للمساعدة في تأسيس نواة لجيش سوري وطني عبر إتاحة عمليات تدريبية على أراضي بعض الدول. وشدد مصطفى على ضرورة دعم تشكيلات الجيش الحر العاملة على الأرض بالسلاح فورا، لكون ذلك أهم عناصر نجاح خطة التحالف في ضرب تنظيم داعش، محذرا من مغبة التأخر في تزويد الجيش الحر بالسلاح، كي لا تستفيد قوات نظام الأسد من نتائج عمليات ضرب داعش لصالحها. وأضاف "حتى تكون العمليات الحربية الموجهة للجماعات الإرهابية ذات جدوى يجب أن تترافق مع تقديم السلاح للجيش الحر، وذلك لسببين؛ الأول تمكينه من السيطرة على المناطق المحررة، والثاني لكي يتفرغ لمواجهة داعش الكبير وهو نظام الأسد، الذي يعد الراعي الرئيسي للإرهاب في المنطقة".
تواصلت الغارات الجوية التي يشنها التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة "داعش" في سورية، حيث استهدفت مقاتلات الحلف فجر أمس قواعد ومراكز لتنظيم الدولة قرب مدينة الميادين بمحافظة دير الزور. وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن طائرات استطلاع تابعة للتحالف الدولي حلقت في سماء مدينة الرقة. فيما شنت طائرات التحالف غارات استهدفت محيط مدينة الشدادي في ريف الحسكة. كما أكدت شبكة مسار برس وقوع غارة جوية لطائرات التحالف الدولي على حقل التنك النفطي في ريف دير الزور الشرقي قرب الحدود مع العراق. وكذلك استهدفت طائرات التحالف مواقع لمجموعات مسلحة متطرفة حول بئر الحسيان النفطي الواقع في ريف البو كمال بمحافظة دير الزور. بدوره، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن طائرات التحالف قصفت مقراً لعمليات تنظيم الدولة في مدينة الميادين في المحافظة ذاتها. وأضاف المرصد أن عمليات التحالف في سورية أسفرت -إضافة إلى تدمير المواقع النفطية ومواقع القيادة- عن مقتل 141 مسلحاً، بينهم 129 أجنبياً، إضافة إلى عدد القتلى الذين سقطوا خلال غارات الأمس والذين تعذر تحديد عددهم. إلى ذلك، قال المرصد أمس إن أكثر من 200 مقاتل انضموا لتنظيم الدولة الإسلامية في محافظة حلب بشمال سورية، منذ إعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما إن الولاياتالمتحدة ستضرب التنظيم المتشدد في سورية، مشيراً إلى أن ما لا يقل عن 162 شخصاً انضموا للتنظيم المتشدد في شمال شرق وشرق حلب في الأسبوع الذي أعقب خطاب أوباما يوم العاشر من سبتمبر الجاري. كما انضم 73 آخرون إلى المتطرفين يومي 23 و24 من الشهر الجاري في نفس المنطقة منذ بدء الهجمات ليصل العدد الإجمالي للأعضاء الجدد إلى 235 على الأقل. وأضاف أن معظم المجندين الجدد كانوا من جبهة النصرة ومعظمهم سوريون. في سياق متصل، أعلن مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية الأميركي "أف بي آي" جيمس كومي أن بلاده تمكنت من تحديد هوية الجلاد الملثم الذي ظهر في شريطي فيديو بثهما تنظيم الدولة "داعش" المتطرف وهو يقطع رأس الرهينتين الأميركيين جيمس فولي وستيفن سوتلوف. ورفض كومي الكشف عن اسم القاتل أو حتى إعطاء أي مؤشر عن هويته أو جنسيته. في غضون ذلك، ألمحت فرنسا إلى إمكانية انضمامها للتحالف الدولي لشن غارات على مواقع تنظيم الدولة في سورية، وأشار وزير دفاعها جان إيف لو دريان إلى أن بلاده قد تنضم للتحالف الدولي العامل في سورية. واستدرك بالتحذير من إمكانية أن يؤدي القصف الجوي للمتشددين إلى نشوء فراغ لن تقوى سوى قوات الرئيس السوري بشار الأسد على ملئه مما يصعب مهمة قوات المعارضة المعتدلة التي تحارب الجيش السوري الأكثر تنظيما. وكان الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند -الذي أجاز من قبل تسليم أسلحة إلى المعارضة السورية- قد التقى الأربعاء الماضي رئيس الائتلاف السوري المعارض هادي البحرة على هامش دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. وجدد موقف بلاده الرسمي القاضي بأن المعارضة هي الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري، رافضاً التعامل مع الأسد من جديد. وقال بيان رئاسي: "داعش تواصل أعمال الإرهاب التي ترتكبها في العراق. وفي سورية، وعشرات الآلاف من الناس اضطروا للفرار أمام هجوم جديد. وفي إطار التحالف ستواصل فرنسا دعم السلطات العراقية. وستزيد أيضا الدعم للمعارضة السورية التي تقاتل الجماعات الجهادية الآن".