غيب الموت فجر أمس الفنان طاهر بن علي الأحسائي عن عمر ناهز 88 عاما، وذلك بعد صراع طويل مع المرض. وتصادف أن يغيب الأحسائي عن عالمنا قبل يوم واحد من احتفال المملكة بذكرى اليوم الوطني ال84، وقبل 43 عاما من هذا التاريخ غنى طاهر للوطن في أغنية لا يزال الأرشيف الفني يحفظها، وكانت بمناسبة افتتاح الملك فيصل - رحمه الله - آنذاك "مشروع الري" في الأحساء، وتقول كلماتها "يالله نمشي يا إخوان.. ونشاهد شغل الشبان.. كل الشعب أمسى فرحان.. تتدفق أنهار المي.. مشروع الفيصل أنشاه.. وبجهده حقق مبناه.. شفنا الخير من شفناه.. قايم بالواجب وشويه.. هذا شوي من كثير.. جانا الفيصل وجانا الخير.. الشعب ينادي يسلم لنا فيصل ياخي.. وعبدالله الله الله عانه بالتقوى عظم شأنه". بدأ مسيرة الأحسائي مبكراً من خلال فن "الصوت"، عندما صنع آلة العود بيده وكانت عبارة عن مجموعة من الأخشاب وقطعة (جالون)، حيث تعلم على ذلك (الجالون) قبل أن ينتقل إلى الدمام ليشتري عودا حقيقيا، ويسجل الأغاني لإذاعة كانت تبث من هناك. ثم انتقل الأحسائي إلى إحدى الدول الخليجية وبدأ التسجيل على "الأسطوانات". شارك الأحسائي في مهرجان الجنادرية الوطني بأغنيته "حي شباب نتعلم"، وقبل أقل من عامين كرمه فرع جمعية الثقافة والفنون بالدمام، حيث اصطحب رفاقه القدامى إلى المسرح ليقدموا سوياً أغنيته الشهيرة "يا طالب العلم أدرس تعلم ترى للعلم ميداني" بعزفه المعروف وبآلة العود الخاصة به، ومقدماً اعتذاره للجمهور على اختلاف صوته وظرفه الصحي الذي عانى منه مؤخراً، إلا أن الجمهور تفاعل وصفق له. وأكد طاهر خلال تكريمه عتبه على الإعلام، الذي تجاهله طيلة مسيرته الفنية، وقال: "لم يهتم الإعلام بي عندما كنت مطربا شابا، وأتت الجمعية الآن لتكريمي عندما أوشكت على الموت، أتوا لكي يحملوني من فوق الأرض". أصدر طاهر خلال مسيرته عددا كبيرا من الأشرطة وتغنى بكثير من الكلمات ومنها "مال غضن الذهب، يا حزام الذهب، الله على الجمس، يا زين قلبي فيك، يا عين كفي الدمع"، وتأتي وفاة طاهر بن علي الأحسائي بعد أكثر من 30 عاما من وفاة عيسى بن علي الأحسائي، الذي تربطه به علاقة فنية شهدت العديد من المنافسات، فيما يعتقد البعض بأنهما شقيقان إلا أن العلاقة التي كانت تربط بينهما هي أنهما ينحدران فقط من محافظة الأحساء، فعيسى من حارة الفوارس وطاهر من حارة الشعبة، وكلاهما كان ينتمي للفن الطربي الأصيل.