بدأ طفولته راعيا للغنم في قريته الصغيرة، ومنذ ولادته والثقافة تداعب فكره، فكان مهووسا بالقراءة قبل أن يتعلم القراءة أصلا كيف كان يقرأ، لا أدري؟ المهم لا بد أن نقتنع بأنه مثقف ومتواضع أيضا!، وليت الثقافة لم تتشوه بأمثاله. أي ثقافة يدعيها وهو يتلقى علمه ومعلوماته من "اتصالاته" وسواليف مجالسه ولقاءاته؟ أساس ثقافته يعتمد على تغير نظرته للحياة بمكوناتها عن نظرة مجتمعه "المتخلف والرجعي"، كما يزعم. فالفن حسب ثقافته أن يمرر أفكاره المتلونة إلى عقول المشاهدين والمستمعين، ومع مرور الأيام تتحول كلمات وحركات فنه إلى ثوابت لديهم، وإلى مبادئ يعيشون بين أسوارها ويسيرون على ضوئها. والرياضة في قاموسه قصة تبدأ بالركض وتدخل ضمن مصطلحاتها المطاطية: الحفاظ على الصحة، وتخفيف الضغوطات الحياتية و.....، وتنتهي بمبالغ فلكية كقيمة لأقدام تتحرك فتبعثر مع حركتها آمال أمة، وتزيد من تفريق ملايين الشباب، وتختم بأن تقدم للمشاهدين مع مزيج من التهريج وفواصل إعلانات الاستخفاف بالعقل والدين. والثقافة بالنسبة لمفهومه هي مسخ لتاريخ مليء بالانتصارات والبطولات، ونسف لقواعد تميز لغة الضاد عن غيرها، وهدم لقصور معمورة بالدين فخرا وعزة، ثم يقتنع حينها بأنه صاحب إنجاز مجيد قدم ما يرضى أن يراه أمامه بعد حين. والديموقراطية كما تعلّمها أن يبدي للآخر رأيه بكل حرية ويسمع من الآخر بكل إنصات، بشرط ألا يختلف معه، حينها يرمى برأي الآخر بعيدا حتى لا يعود لجريمة مناقشة رأيه! عزيزي المثقف، لا يلزمك أن تتجرد من ثوابت الدين الراسخة، وليس ضروريا أن تتصنع أفعالا لا توازي مقومات الحياة في مجتمعك كبرا ورياء، ولا يجب عليك تقمص شخصيات تحاكي مثقفي الغرب والشرق. عندما تتبرأ من هويتك الدينية والاجتماعية، وتسعى إلى فرض ثقافات تصادم بها دينا عظيما فأنت تمارس هواية التمثيل فحسب. ومع مرور الأيام ستكتشف فشلك في ذلك أيضا.