أغلق مساء أمس فرع مكتب العمل بمدينة عرعر 21 محلا نسائيا مخالفا لقرار وزارة العمل في التأنيث، ومخالفة 62 عاملا يعملون بمهن تم تأنيثها، و4 عمال مخالفين للمادة 39، بعد إغلاق 12 محلا تجاريا في رمضان الماضي، وتوعد بتطبيق الإجراء حسب النظام على محل تجاري قام بإخفاء بضاعة خاصة بالمستلزمات النسائية في إحدى المركبات أمام المحل وبيعها عند الطلب. تم ذلك أثناء جولة ميدانية مكثفة لموظفي الفرع، بالتعاون مع شرطة وأمانة المنطقة، بقيادة مساعد فرع مكتب العمل خالد الحماد، ومدير التفتيش سلمان الحميدان. وكانت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة الحدود الشمالية، قد قادت زمام المبادرة في دعوة أصحاب مراكز بيع المستلزمات النسائية إلى "التأنيث"، وأمهلت ملاك المحلات نحو 15 يوما، تبدأ من تاريخ توقيع خطاب التبليغ بالضوابط والاشتراطات اللازمة لمحلات بيع المستلزمات النسائية، الذي وزعته أمس، على أصحاب المحلات وحصلت "الوطن" على نسخة منها. وجاء في الخطاب أن قرار التأنيث يشمل جميع محلات بيع الملابس النسائية الداخلية ومحلات بيع أدوات التجميل والعطورات وفساتين العرائس والعباءات النسائية والإكسسوارات وكل ما يتعلق بالمرأة ومستلزماتها. واشترطت الهيئة بحسب الخطاب، استنادا إلى القرارات الوزارية ذات الصلة، أن تتقيد جميع المحلات التي تقوم ببيع المستلزمات النسائية ببيعها للنساء فقط، ومنع دخول الرجال، وقصر العمل بهذه المحلات على النساء السعوديات. فيما كشف عدد من أصحاب المحلات التي طبقت قرار تأنيث بيع المستلزمات النسائية، عن تكبدهم خسائر كبيرة، وهبوط قيمة الدخل المعتاد للأرباح، إضافة إلى معاناتهم مع العجز المتكرر في الإيرادات، نتيجة قلة الخبرة والافتقار إلى مهارات المحاسبة لدى معظم الموظفات، واضطر بعض أصحاب المحلات عن عرض المحل للتقبيل، والبيع بأسعار باهظة لإيقاف سيل الخسارة والخروج من السوق، بينما أعلن آخرون عن توجههم لتغيير النشاط هربا من الخسائر. وتقول إحدى البائعات ل"الوطن"، إن العمل وإعطاءنا فرصة في السوق أمر إيجابي، مستغربة تطبيق التأنيث على أسواق عرعر؛ لعدم وجود مجمعات تجارية، وإنهن يحتجن إلى دورات المياه لأداء الصلاة، مما يجبرهن على التوجه إلى المشاغل النسائية التي يمتعض أصحابهن من تكرار التردد عليهن. ويقول أحد أصحاب المحلات المؤنثة، إن قلة الخبرة لدى السعوديات وارتباطهن بأطفالهن أصبحت بيئة طاردة للعمل، إضافة إلى مزاجية العاملات اللاتي لا يعملن وقت الإجازة الصيفية لكثرة المناسبات، فضلا عن عدم الاهتمام بالزبائن؛ لأن راتبها ثابت سواء باعت أم لم تبع.