اقتربت الرياض أمس، من إكمال جهودها الرامية لردم فجوة الخلافات الخليجية والتي تسببت فيها قطر نتيجة تمسكها ببعض السياسات التي أضرت جاراتها الخليجية، وذلك عبر جولة قام بها وزير خارجيتها سعود الفيصل وداخليتها محمد بن نايف يرافقهما رئيس الاستخبارات العامة خالد بن بندر، واختتمها المسؤولون الثلاثة بزيارة أبو ظبي ولقاء ولي عهدها الفريق أول محمد بن زايد. وطبقا لمعلومات متطابقة، أبلغت بها "الوطن" مصادر مقربة من دوائر صنع القرار ببعض وزارات خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، فإن التحركات السعودية الأخيرة أوشكت على حلحلة المواقف إزاء بعض بنود محضر اللجنة الفنية لتنفيذ "اتفاق الرياض"، مبينة أن السياسة المتأنية والدبلوماسية السعودية ممثلة في وفدها الرفيع أسهمت في تذويب حدة الخلاف، وتقريب كثير من الاختلافات في وجهات النظر حيال موضوعات مهمة تضمنها محضر اللجنة الفنية لتنفيذ ذلك الاتفاق. وأرسلت المصادر بوادر إيجابية إزاء الاجتماع الوزاري المرتقب لوزراء خارجية مجلس التعاون السبت، مشيرا إلى أنه سيكون "مطمئنا". بحث وفد سعودي برئاسة، وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، ورئيس الاستخبارات العامة الأمير خالد بن بندر، ووزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، سبل تعزيز وتطوير علاقات التعاون الوطيدة بين الإمارات والمملكة في مختلف المجالات تحقيقا للمصالح الاستراتيجية المشتركة بين البلدين والشعبين الشقيقين، في ظل سعي قيادتي البلدين الدائم إلى تعزيز آفاق التعاون بينهما، والتنسيق والتشاور بما يخدم مصالح البلدين. وكان الوفد السعودي، قد توقف في محطتين خليجيتين أمس، بدأها بقطر التقى خلالها بأميرها الشيخ تميم بن حمد، وتوقف في المنامة اجتمع خلالها بملك البحرين حمد بن عيسى. واستعرض الوفد السعودي أمس مع ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في دولة الإمارات الفريق أول الشيخ محمد بن زايد، مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وحرص البلدين على دعم العمل الخليجي المشترك، وتبني المواقف التي تصب في وحدة الصف الخليجي بما يعود بالخير على شعوب دول الخليج في حاضرها ومستقبلها، ويمكنها من مواجهة الأخطار والتحديات المحدقة، إلى جانب بحث مجمل المستجدات والتطورات الراهنة، وآفاق العمل المشترك والجماعي؛ لدعم الأمن والاستقرار في المنطقة. وكان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في الإمارات قد استقبل أمس الأمير سعود الفيصل والأمير خالد بن بندر، والأمير محمد بن نايف. ونقل الفيصل في بداية اللقاء تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، إلى رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد، وإلى ولي عهد أبوظبي وتمنياتهما لهما بموفور الصحة والسعادة وللشعب الإماراتي الشقيق دوام التقدم والرقي. فيما حمّل الشيخ محمد بن زايد تحيات، الشيخ خليفة بن زايد وتحياته إلى خادم الحرمين الشريفين وولي العهد وتمنياتهما للمملكة وشعبها الشقيق كل تقدم وازدهار. مثمنا رؤية خادم الحرمين الشريفين تجاه مستقبل المنطقة واستقرارها وتنميتها في هذه الفترة الدقيقة من تاريخها. ورحب الشيخ محمد بن زايد بالوفد السعودي، معربا عن اعتزازه بالعلاقات الأخوية التي تربط البلدين الشقيقين والتطور الاستراتيجي الذي تشهده هذه العلاقات التاريخية بفضل حرص خادم الحرمين الشريفين وأخيه رئيس الإمارات. وقد غادر الوفد السعودي، دولة الإمارات مساء أمس، وكان في مقدمة مودعيه لدى مغادرته مطار الرئاسة في أبوظبي الفريق أول الشيخ محمد بن زايد، الذي كان في مقدمة مستقبليه حين وصوله. تحركات المملكة "تردم الفجوة".. واجتماع السبت "مطمئن" جدة: حسن السلمي، ياسر باعامر تطابقت معلومات سياسية مختلفة حصلت عليها "الوطن" من مصادر مقربة من دوائر صنع القرار ببعض وزارات خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، وتصب جميعها في اتجاهات مطمئنة حيال الخلاف الخليجي، مؤكدة أن التحركات السعودية الأخيرة أوشكت على ردم الفجوة باتجاه حلحلة المواقف إزاء بعض بنود محضر اللجنة الفنية لتنفيذ "اتفاق الرياض". وأوضحت المصادر أن السياسة المتأنية والدبلوماسية السياسية للمملكة ممثلة في وفدها الرفيع الذي أنهى البارحة جولة خليجية سريعة ومهمة، أسهمت في تذويب حدة الخلاف، وتقريب كثير من الاختلافات في وجهات النظر حيال موضوعات مهمة تضمنها محضر اللجنة الفنية لتنفيذ "اتفاق الرياض"، ولم تؤكد المصادر ما وصفته ب"اكتمال الحل"، مشيرة إلى أنه ربما يشهد اليومان المقبلان تطورات إيجابية باتجاه "الحل الكامل"، بنيت في أساسها على الجولة السعودية الأخيرة. وفي الوقت الذي لم تستبعد فيه المصادر تمديد عمل لجان تنفيذ "اتفاق الرياض"، وإعطاء المزيد من الوقت ل"الدبلوماسية" التي وصفتها ب"الجديدة" التي تقودها المملكة حاليا، أكدت على استحالة رغبة أي دولة خليجية في تأزيم الموقف، أو اتخاذ إجراءات من شأنها المساس بكيان "التعاون الخليجي" خاصة مع ما تشهده المنطقة من ظروف سياسية حرجة في هذا الوقت، مؤكدة أن ما دار في اليومين الماضيين يمكن وصفه ب"المطمئن" حيال الاجتماع الخليجي المرتقب بجدة. من جهته، نفى مصدر مقرب من الدبلوماسية القطرية ل"الوطن"، أن تكون هناك أي إجراءات قادمة ضد الدوحة، في الاجتماع الخليجي المرتقب يوم غدٍ بجدة، لمناقشة تقرير اللجنة التنفيذية لاتفاق الرياض، رغم تأكيداته بوجود خلافات بين بعض الدول الخليجية مع السياسة الخارجية القطرية في بعض بنود المحضر. وقال: "إن الوضع الحالي للمنطقة لا يسمح بأي إجراءات توجه ضد قطر أو غيرها، وأكثر من يعي ذلك هي القيادة السياسية السعودية، التي تحاول بشكل جاد تجسير هوة الخلافات السياسية". وفي سؤال وجهته "الوطن" للمصدر القطري حيال زيارة الوفد السعودي للقيادة القطرية أول أمس، أكد تلك الزيارة الحيوية تؤكد أن المملكة حريصة على مستقبل الكيان السياسي الخليجي، بعيداً عن لغة العقوبات، كما تروج له بعض وسائل الإعلام الإقليمية التي تصفها بزيارات اللحظات الأخيرة". واتفق بروفيسور علم الاجتماع السياسي بجامعة الملك سعود بالرياض الدكتور خالد الدخيل في النقاط التي ذكرها المصدر القطري، مضيفا في تعليقه السياسي ل"الوطن" أن أكبر نقاط الخلاف الخليجي الحالي هو ما بين الإماراتوقطر، وقال: "الولاياتالمتحدة الأميركية لن تقف ضد السياسة القطرية". وانتقد الدخيل عددا من وسائل الإعلام التي وصفها بأنها تحاول التصعيد دون معرفة دقيقة بتفاصيل "وثيقة اتفاق الرياض"، مختتما حديثة بأن الرياض تعي جيدا الأزمة التي تمر بها كامل المنطقة حاليا، وما قد يترتب من نتائج على اتخاذ أي قرارات سريعة، وذلك بحكم ثقلها السياسي والإقليمي.