جدد المتمردون الحوثيون تأكيد موقفهم بعدم استهداف الأراضي السعودية، مشيرين إلى أنه تم تسليم الشريط الحدودي للجيش اليمني بموجب محاضر رسمية. وقال المتحدث الرسمي باسم المتمردين محمد عبدالسلام في بيان أمس بعد تزايد الأنباء من مصادر قبلية وإعلامية في صعدة عن حشود للحوثيين على مناطق مع حدود المملكة "نؤكد أننا ومنذ وقف الحرب السادسة في فبراير الماضي سلمنا الشريط الحدودي كاملا للجيش اليمني وانسحبنا تماما من كل المناطق التي شهدت الصراع ويؤكد هذا محاضر موقعة من قبل اللجان التي أشرفت على تنفيذ النقاط". وحول اتهام صنعاء للحوثيين بخطف مواطنين سعوديين اثنين في طريق صعدة - صنعاء قال عبدالسلام "إن الحادثة كانت مختلقة، وكان الهدف منها إشعار الأشقاء في المملكة أنهم مستهدفون بزيارتهم إلى اليمن وهذا يضر بسمعة اليمن ويعود بالضرر على وضعه الاقتصادي والسياسي". وتسيطر أجواء من الغموض على مفردات المشهد الاجتماعي والأمني بصعدة وسط حالة غير مسبوقة من مظاهر التهدئة والتصعيد المتضاربة. وتشهد المناطق الشرقية والغربية بصعدة حالة من التصعيد الأمني اللافت إثر معاودة مجاميع مسلحة من أتباع الحوثي التمركز في مواقع متفرقة بمناطق ضحيان والطلح وحيدان ومطرة والنقعة استعدادا لمواجهة أية محاولات انتقامية قد تقدم عليها قبائل موالية للحكومة للثأر لمقتل الشيخ معين العوجري في كمين نصبه له أتباع الحوثي قبل أكثر من أسبوع. ووصف الشيخ محسن ناجي أحمد جبران من وجاهات منطقة الطلح، الأجواء الراهنة في المناطق الشرقية والغربية بصعدة والتي احتكرت النصيب الأوفر من مشاهد الدمار التى خلفتها الحروب الست الماضية بالقول إن "الناس لا تزال خائفة ولا تثق في أي اتفاق يوقع بين الحكومة والحوثيين". وأضاف "قبل أقل من شهرين قتل الحوثيون بعض معارضيهم في قري مجاورة للحيدان ولم يوقفهم أحد، وفترة توقف الحرب لم تساعد الناس على استعادة حياتهم وسكينتهم بل ساعدت الحوثي وأتباعه على إعادة تنظيم صفوفهم". ورأت مصادر قبلية بصعدة في حديث ل"الوطن" أن تصعيد الحوثيين في المناطق الشرقية والغربية، يأتي وفي مفارقة لافتة مع وصول ممثلي جماعة الحوثيين في توقيع اتفاق الدوحة الأخير إلى صعدة وتجديد القائد الميداني للحوثيين عبدالملك الحوثي التزامه وأتباعه بالتقيد بتنفيذ الاتفاق الموقع مع الجانب الحكومي برعاية قطرية للتسريع بتطبيع الأوضاع الأمنية والإنسانية بصعدة وحرف سفيان. لكن مصدراً مقرباً من جماعة الحوثيين قال إن "الحوثيين ملتزمون بالتهدئة طالما التزمت بها الحكومة. إلى ذلك قال مصدر أمني مسؤول إن التحقيقات في الهجمات الأخيرة التي استهدفت رجال أمن وعسكريين بمحافظة أبين جنوبي البلاد، كشفت عن تنسيق بين تنظيم القاعدة وقوى الحراك الجنوبي، مؤكداً أن "القاعدة والحراك الجنوبي وجهان لعملة واحدة". وأشار المصدر إلى أن عمليات التنسيق والتعاون بين الجانبين تجلت بوضوح في الأحداث التي شهدتها مديرية لودر أواخر الشهر الماضي حيث هبت عناصر الحراك من يافع وأبين ومناطق أخرى لمؤازرة عناصر القاعدة. وفي سياق متصل قالت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" أمس إن الإدارة الأمريكية تدرس تقديم حزمة مساعدات شاملة لليمن لمساعدته في التصدي لتهديد القاعدة. وقال المتحدث باسم البنتاجون بريان وايتمان للصحفيين "نتطلع إلى أن نكون قادرين على مساعدة اليمن على زيادة ليس فقط قدرات الحكومة بل جيشهم أيضا للتصدي لتهديد القاعدة القائم". وأضاف أن المساعدات ومنها مساعدات أمنية وتنموية وإنسانية يجرى تقييمها في إطار طلب لميزانية السنة المالية 2012 والمقرر أن يرسله الرئيس باراك أوباما إلى الكونجرس الأمريكي في السابع من فبراير المقبل. وقال وايتمان إن تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب يمثل "تهديدا إرهابيا خطيرا ومتزايدا للمصالح اليمنية والأمريكية والإقليمية".