أعلن مسؤول فلسطيني ل"الوطن"، أن القاهرة كثفت اتصالاتها مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي للإعلان عن هدنة تستمر شهرا، تجري خلالها مفاوضات غير مباشرة بين الطرفين برعاية مصر؛ للاتفاق على القضايا المعلقة، مشيرا إلى أن الكرة الآن في الملعب الإسرائيلي. وأشار المسؤول الفلسطيني إلى إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيترأس في رام الله مساء اليوم، اجتماعا للقيادة الفلسطينية لبحث تصور سياسي وضعه الرئيس لليوم التالي لتثبيت وقف إطلاق النار في غزة، يتعلق بالحل السياسي للقضية الفلسطينية. وقال المسؤول: "التصور الذي سيعرضه الرئيس يدعو إلى مطالبة مجلس الأمن الدولي تحديد موعد لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأراضي الدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدسالشرقية، واستحداث آلية إلزامية لإلزام سلطة الاحتلال "إسرائيل" بإنهاء احتلالها، والاتفاق على جدول زمني لتنفيذ هذا الانسحاب ضمن سقف محدد". ولفت إلى أن من الأفكار المطروحة عقد مؤتمر دولي للسلام لتوفير ضمانات بتنفيذ هذا الحل. وقال: "حتى الوصول إلى الانسحاب الإسرائيلي الكامل، فان الجانب الفلسطيني سيطالب بوجود قوات دولية في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة لتوفير الحماية للشعب الفلسطيني". ولم تستبعد المصادر إمكانية أن يربط الرئيس الفلسطيني بين هذا التحرك وبين إمكانية طلب عضوية فلسطين في 46 مؤسسة ومعاهدة دولية بما فيها ميثاق روما، ومحكمة الجنايات الدولية، في حال عدم قبول هذا الاقتراح الذي سيعرضه الرئيس عباس على وزير الخارجية الأميركي جون كيري بعد أسبوع. وعلمت "الوطن" أن الرئيس عباس تحدث عن هذا التصور السياسي مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، قبل يومين، ومع رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل، ومع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني الأسبوع الماضي. ولكن وزيرة العدل ورئيسة الوفد الإسرائيلي المفاوض تسيبي ليفني قالت صباح أمس للإعلام الإسرائيلي، إن "موقفنا هو أن أي انسحاب إسرائيلي من الضفة الغربية سيكون على حسب الأداء وسيكون تدريجيا مرتبطا بترتيبات أمنية". وأضافت "إن طلب عباس المتوقع بتحديد سقف زمني هو غير منطقي، والدولة الفلسطينية ستقام فقط من خلال المفاوضات". في غضون ذلك، أجرت مصر اتصالات مع الجانب الإسرائيلي؛ لتأمين موافقة الحكومة الإسرائيلية على وقف طويل لإطلاق النار في غزة تتخلله مفاوضات. وذكر مسؤول فلسطيني ل"الوطن"، أن الاقتراح المصري الذي يقبله الفلسطينيون، يقضي بوقف إطلاق النار، وفورا تبدأ إسرائيل بفتح المعابر تدريجيا، وتوسيع منطقة الصيد، على أن يجري لاحقا التفاوض حول إعادة تفعيل وبناء المطار والميناء، وبحث موضوع الإفراج عن أسرى من السجون الإسرائيلية. وتواصل أمس إطلاق الصواريخ على جنوبي إسرائيل، حيث أفادت الإذاعة الإسرائيلية بأنه تم إطلاق ما معدله 120 صاروخا يوميا منذ انهيار مفاوضات وقف إطلاق النار الثلاثاء الماضي. وذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن 70% من السكان الإسرائيليين في التجمعات الإسرائيلية في محيط قطاع غزة غادرت مساكنها في اليومين الماضيين، في ظل استمرار إطلاق الصواريخ. وفيما يدخل العدوان الإسرائيلي على غزة اليوم يومه ال50، ذكرت وزارة الصحة الفلسطينية، أن تسعة شهداء ارتقوا وعشرات الفلسطينيين أصيبوا في أعقاب سلسلة الغارات التي تشنها طائرات الاحتلال على القطاع، لترتفع حصيلة ضحايا العدوان إلى 2130 شهيدا بينهم 577 طفلا، و261 سيدة، و101 مُسِن، بينما بلغ عدد الجرحى أكثر من 10870 مواطنا.