حثت واشنطن أمس رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي على تسليم السلطة والقبول بالواقع السياسي الجديد، في وقت أعلن رئيس الوزراء العراقي المكلف، حيدر العبادي، أمس أنه باشر بتشكيل الكابينة الحكومية وإعداد البرنامج الحكومي بالاتفاق مع باقي الكتل السياسية، مبيناً أن "هناك جهودا مضنية تبذل من أجل الخروج بحكومة قوية تعتمد على الكفاءة والنزاهة وتساهم بإنقاذ البلد من الأزمات والإشكالات التي تواجهه على المستويات الأمنية والسياسية والاقتصادية". وكان المالكي، قد أكد أن حكومته مستمرة في عملها، لحين صدور قرار من المحكمة الاتحادية العليا. وقال في كلمته الأسبوعية أمس: "ما حصل مؤخرا خرق دستوري لا نسكت عليه، ونحن متمسكون بموقعنا من أجل الدولة والشعب والاستحقاق الانتخابي وتماشيا مع الأمور الدستورية والقانونية"، مشيرا إلى أن "الحكومة باقية ومستمرة ولا بديل عنها إلا بعد قرار من المحكمة الاتحادية، وأننا لا نعترف بتكليف رئيس وزراء غير دستوري ولا نعترف بأي شيء خارج الدستور والحكومة باقية حتى يظهر قرار المحكمة الاتحادية بشأن مرشح الكتلة الأكبر". وقال المكتب الإعلامي للعبادي في بيان، إن "العبادي منشغل حاليا بتشكيل الكابينة الحكومية وإعداد البرنامج الحكومي بالاتفاق مع باقي الكتل السياسية". وأضاف أن "رئيس الوزراء المكلف دعا الكتل السياسية إلى تعيين ممثلين لها لغرض التفاوض والاتفاق على الحقائب الوزارية وأن يكون المرشحون من الكفاءات الوطنية القادرة على النهوض بالعراق إلى المستوى اللائق به". إلى ذلك أجرى رئيس الجمهورية فؤاد معصوم، بحسب مصدر في رئاسة الجمهورية رفض الكشف عن اسمه، عن إجراء اتصالات ولقاءات مع بعض القادة الأمنيين الكبار للحفاظ على عملية التبادل السلمي للسلطة. وفيما برزت مخاوف شعبية من احتمال استخدام الملف الأمني لعرقلة تنفيذ عملية تبادل السلطة نظرا لرفض المالكي التخلي عن المنصب، أعلنت القائمة الوطنية بزعامة إياد علاوي، أن أخطاء المالكي وتجاوزاته الدستورية طيلة فترة حكومته التي امتدت لثماني سنوات سيحاسب عليها شعبيا. وقال عضو الائتلاف النائب عبد الكريم العبيدي ل"الوطن" نحن "في الكتلة نقول عفا الله عما سلف بالنسبة لأخطاء المالكي، وليست لنا الرغبة بمحاسبته على أخطائه، فالشعب هو كفيل بمحاسبته". مضيفا أن كتلته وزعيمها علاوي: "ليس لديها عداء شخصي مع المالكي، وإنما كان الاعتراض على نهجه الذي اتبعه خلال توليه المنصب". أمنيا شهدت بغداد مقتل وإصابة 15 شخصا بانفجار سيارة مفخخة قرب مصرف في منطقة السلام بمنطقة البياع جنوبي غرب بغداد، كما قتل وأصيب 8 أشخاص بانفجارعبوة ناسفة قرب علوة لبيع الخضروات في منطقة العامرية غربي بغداد، كما قتل وأصيب 13 شخصا بسقوط قذائف هاون في منطقة الطارمية شمالي بغداد. وقال مصدران من الشرطة ووسائل إعلام محلية إن مُفجرا انتحاريا هاجم نقطة تفتيش بالقرب من منزل العبادي في بغداد أول من أمس. من جانبه أعلن قصر الإليزيه أمس، أن فرنسا ستنقل "في الساعات المقبلة" أسلحة إلى العراق "لدعم القدرة العملانية للقوات التي تخوض معارك ضد الدولة الإسلامية" التي تتقدم نحو بغداد. وقالت الرئاسة الفرنسية: "بهدف تلبية الاحتياجات الملحة التي عبرت عنها السلطات الإقليمية في كردستان، قرر الرئيس فرنسوا هولاند وبالاتفاق مع بغداد، نقل أسلحة في الساعات المقبلة". موضحة أن "فرنسا اتخذت أصلا الإجراءات اللازمة منذ أيام لدعم القدرة العملانية للقوات التي تعمل ضد الدولة الإسلامية".