أكد مصدر إعلامي مطلع داخل مؤسسة الرئاسة السودانية أن صحة الرئيس عمر البشير تدهورت بصورة ملحوظة خلال الأيام السابقة، مشيراً إلى أن المكتب الإعلامي بالقصر الجمهوري اضطر صباح أمس إلى إعلان خضوع البشير قبل يومين إلى عملية جراحية في مفصل الركبة، وأنه يتمتع بصحة جيدة. وأضاف المصدر أن الوضع الصحي للبشير حرج، وأن بعض قادة الحزب بدؤوا في إجراء حوار داخلي للتوافق على اختيار مرشح بديل له في انتخابات الرئاسة المقبلة. وكان الحزب قد أمن على ترشيح البشير في الانتخابات، إلا أن غالبية القيادات، وفي مقدمتها شباب الحزب، أعلنوا صراحة رفضهم لترشيحه، مؤكدين أن تنحيه عن الرئاسة يمثل أولى الخطوات لإحداث انفراجة في علاقات السودان الخارجية، وبالتالي تخطيه للوضع الصعب الذي تعيشه الحكومة، جراء الحصار السياسي والاقتصادي الذي تتعرض له. في إجراء تصعيدي ضد المعارضة السودانية، اعتقلت سلطات الأمن نائب رئيس حزب الأمة القومي مريم المهدي فور وصولها مطار الخرطوم قادمة من العاصمة الفرنسية باريس، بعد أن شاركت برفقة والدها في اجتماعات مع الجبهة الثورية المعارضة للحكومة السودانية، أفضت إلى التوصل لاتفاق يقضي بوقف العدائيات المسلحة لمدة شهرين في جميع مناطق العمليات لمعالجة الأزمة الإنسانية وبدء إجراءات صحيحة للحوار والعملية الدستورية. كما التزم الطرفان في الاتفاق الذي سمي "إعلان باريس" بمقاطعة المشاركة في أى انتخابات عامة مقبلة الا تحت ظل حكومة انتقالية تنهي الحرب وتوفر الحريات وتستند إلى إجماع وطني ونتاج لحوار لا يستثني أحد. وأشار مصدر مطلع في حزب الأمة في تصريحات خاصة ل"الوطن" إلى أن أفراداً من جهاز الأمن قاموا باعتقال المهدي فور هبوطها من الطائرة، واقتادوها إلى جهة غير معلومة. وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، إن الحزب قام فور اعتقال المهدي بإرسال رسالة لرئاسة الجمهورية، يؤكد فيها أن اعتقال المهدي سيكون علامة فارقة في مسيرة الحوار الوطني وله آثار سالبة عليه، مطالباً بإطلاق سراحها فوراً.