أعلن مبعوث الأممالمتحدة إلى السودان وجنوب السودان هايلي منغريوس استعداد الخرطوم ومتمردي «الحركة الشعبية – شمال» للتفاوض وإجراء حوار مباشر بينهما لإنهاء القتال في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق المتاخمتين لجنوب السودان. وابلغ منغريوس الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أن حكومة السودان وقيادة «الحركة الشعبية–الشمال» وافقتا على إجراء محادثات مباشرة. وأعرب بان عن أمله في أن تسفر المحادثات عن وقف فوري للأعمال العدائية وخلق بيئة مواتية لإجراء مناقشات سياسية تعالج الأسباب الجذرية للصراع. وبرر حسبو المسؤول السياسي في حزب المؤتمر الوطني الحاكم في الخرطوم تراجع حزبه عن موقفه الذي رفض فى وقت سابق مبدأ التفاوض مع «الحركة الشعبية-شمال»، بأن حزبه يؤمن بالحوار ولكن وفق ضوابط وشروط منها فك ارتباط المتمردين مع دولة الجنوب. وأضاف أنه «عندما تحقق ذلك، لم يعد هناك مانع من الحوار مع متمردي الشمال خاصة أن هناك هدفاً إستراتيجياً هو الوصول إلى سلام»، مؤكداً أنَّ الحوار مع المتمردين ليس حصرياً على رئيس «الحركة الشعبية» مالك عقار ونائبه الحلو، مشيراً إلى أن الأمين العام للحركة ياسر عرمان خارج دائرة الحوار في المنطقتين، لأنه يحمل أجندة متمردي «تحالف الجبهة الثورية» التي ترمي لإطاحة النظام الحاكم. وأضاف حسبو أن مستجدات طرأت في شأن الحوار مع متمردي الشمال، منها فك ارتباط المتمردين مع جوبا إلى جانب وجود آليات للرقابة لتنفيذ الاتفاق، ولفت أن الحوار ليس حصرياً ولا يشمل متمردي الشمال وحده أو أبناء المنطقتين وحدهم، فهناك أصحاب مصلحة لا بد من إشراكهم. إلى ذلك توعد وزير الداخلية السوداني إبراهيم محمود حامد بحسم الوضع مع الحركات المسلحة في ولايات دارفور، والتي قال عنها إنها اتخذت من عمليات نهب وسلب ممتلكات المواطنين مصدراً لتمويلها بعد سقوط نظام الرئيس السابق معمر القذافي في ليبيا وملاحقة قادتها عبر الشرطة الدولية «الإنتربول». وأضاف «أن أهل دارفور يرفضون ما وصفه بالسلوك الإجرامي من قبل هذه المجموعات المتمردة». من جهة أخرى لا يزال الجدل محتدماً في الحزب الحاكم عقب إعلان الرئيس عمر البشير تنحيه العام 2015، وقال رئيس الاستخبارات السابق وعضو المكتب القيادي لحزب المؤتمر الوطني قطبي المهدي، إن الحزب سيواجه أزمة كبيرة إذا لم يعط موضوع ترشيح البشير في الانتخابات المقبلة أولوية. ولفت إلى إن القواعد تعتبر البشير أحد ضمانات الحزب نفسه، وأشار إلى أن الرئيس «يمتلك قدرات استثنائية في القيادة ويمثل المؤسسة العسكرية... وأن غيابه في الانتخابات المقبلة سيكون له تأثير سالب على الحزب». وكان البشير أعلن عزمه على عدم ترشيح نفسه للانتخابات المقبلة، وقال إن المشاورات تجري في داخل أجهزة الحزب لاختيار مرشح للانتخابات الرئاسية التي ستجري في 2015.