انقسمت أحزاب المعارضة السودانية التي قبلت المشاركة في حوار دعا إليه الرئيس عمر البشير، في اعقاب إعلانها تكتلاً جديداً باسم «تحالف القوى الوطنية»، رفضه حزب «المؤتمر الشعبي» بزعامة حسن الترابي، معتبراً أنه خطوة متعجلة و «فرقعة أعلامية» لا جدوى منها. وتبرأ «المؤتمر الشعبي» أكبر الأحزاب التي تحاور الحكومة السودانية، من الائتلاف الجديد، نافياً أي علاقة له ببيان القوى السياسية الذي أشار إلى عدم الاتفاق في آلية الحوار بين قوى الموالاة والمعارضة على قضايا جوهرية في عملية الحوار. ووصف المسؤول السياسي في حزب «المؤتمر الشعبي» كمال عمر أمس، خطوة إنشاء التحالف الجديد بالمتسرعة. وقال إن حزبه لم يصل إلى المرحلة التي تفرض عليه إشهار «بطاقة حمراء» للخروج من عملية الحوار حتى الآن. وقلّل عمر من أهمية إعلان التحالف الجديد واعتبره «فرقعة إعلامية» أكثر من كونه يهدف إلى مخاطبة القضايا الأساسية، مؤكداً اتفاق حزبه مع قوى الحوار على قضاياه. وأضاف أن حزبه لا يزال جزءاً من منظومة القوى السياسية التي قبلت بالحوار لكن لا علاقة له بالتحالف المعلن، موضحاً أن «النقاط الخلافية وأبرزها تشكيل حكومة انتقالية وتحديد موعد الانتخابات، لم تجر مناقشتها على طاولة الحوار، وينبغي عدم نقل الخلافات إلى الاعلام قبل حسمها»، مشيراً إلى أن حزبه هو أول مَن طالب بحكومة انتقالية. وكانت قوى سياسية تحاور الحكومة أعلنت أول من أمس، انشاء تحالف سياسي جديد باسم «تحالف القوى الوطنية»، أشار في اول بيان له إلى الفشل في التوصل إلى الاتفاق حول قضايا جوهرية. وطالب بحكومة ذات مهمات خاصة لمدة عامين، إضافة إلى التوافق على موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية. ويُفترض أن تعلن مفوضية الانتخابات اليوم الجداول الزمنية للانتخابات المتوقع اجراؤها في نيسان (أبريل) من العام المقبل. وكان حزب الأمة المعارض الذي يرأسه الصادق المهدي، علّق نشاطه في الحوار الوطني بعد اعتقال زعيمه وثم الافراج عنه، فيما أكد حزب المؤتمر الوطني الحاكم أن الحوار سيستمر بمَن حضر ولن يتأثر بغياب أحد. من جهة أخرى، أُرجئت زيارة زعيم المتمردين في جنوب السودان رياك مشار إلى الخرطوم بصورة مفاجئة بعد إعلان موعد وصوله مساء أول من أمس، وموعد لقائه مع الرئيس عمر البشير. وقال الناطق باسم الرئاسة السودانية عماد سيد أحمد إن الزيارة تم تأجيلها بطلب من مشار، موضحاً أنها ستتم في غضون الأيام المقبلة. وأكد أن الخرطوم كانت استكملت ترتيباتها للزيارة. إلا أن مدير مكتب مشار، رمضان حسن كشف أن الخرطوم طلبت ارجاء زعيم المتمردين الى وقت لاحق وخيرته بين 10 أو 20 آب (أغسطس) الجاري. وقال ان الحكومة السودانية بررت الخطوة بغياب شخصية مهمة من المنتظر ان يلتقيها مشار في الخرطوم، لافتاً إلى أن مشار سيصل إلى السودان في 20 آب (أغسطس) الجاري بسبب ارتباطات مسبقة.