أَجهش عامل نظافة بالبكاء حين تم تكريمه مساء أمس في محافظة سراة عبيدة، إذ لم يكن يعرف أنه "المُحتفى" به في تلك الحفلة التي يجهز لها منذ يومين. "بابول محمد مياه" عامل "بنغالي" أمضى 35 عاما في خدمة نادي الفرسان في محافظة سراة عبيدة بمنطقة عسير. وعندما أبلغته سكرتارية النادي أن هناك حفلا لشخصية قد تكون من خارج المحافظة، ويجب عليك يا "بابول" التجهيز والاهتمام كعادتك دوما، أكد عضو النادي فهد آل حيان أن العامل لم يتردد، وعمل على نفس الوتيرة والتجهيز للمناسبة كأي مناسبة يقيمها النادي، ومن ثم بدأت تتوافد الوفود الحاضرة للتكريم، وأخذت أماكنها، ووصل رئيس النادي محمد ظافر العابسي، وأخذ مكانه في صدر المنصة، ونادى على العامل فحضر مسرعاً، وقبل رأس الرئيس كعادة أهل المحافظة حينما يقابلون من هو أكبر سنا منهم. وعندما طلب منه العابسي أن يجلس بجواره، رفض بابول، وقال: إن هذا المكان ليس له، وبعد إبلاغه أن الحفل حفله، وأن الجميع هنا لتكريمه بكى، ووافق على مضض. وفي كلمته أبان العابسي أهمية دور التكريم، والصلات الاجتماعية التي نادى بها الدين الحنيف، وأنه ليس هناك فرق بين رئيس النادي والعامل في أي مكان، فكلهم لخدمة هذا الكيان، وهذا ما لمسه "بابول" منذ قدومه إلى النادي قبل أكثر من ثلاثة عقود، وهو ديدن الجميع إدارة ولاعبين. من جهته عد عضو النادي علي محمد العبيدي تكريم مثل هذا العامل لفتة كريمة ومهمة من مؤسسات المجتمع المدني، نتيجة الجهد الذي بذلوه في تقديم عمل متميز، وما "بابول" إلا مثال يحتذى في أمانته وإخلاصه، وفكرة التكريم تعني تحفيز الجميع في تقديم المزيد من الأعمال المتميزة، وفي إعطاء صاحب العمل اللافت والجهد المميز حقه من التكريم والاحترام والتقدير، وهو ما ينبغي أن يسود ويبرز ويتحقق على أرض الواقع، وتلك الجوائز تخلق تنافسا بين أعضاء النادي والعاملين فيه، وحتى الأجيال الجديدة من أبناء الوطن. يذكر أن التبرعات النقدية لعامل نادي الفرسان بلغت 21975 ريالا بالإضافة إلى التبرعات العينية، وأن العامل أبلغ أهله في "دكا" بالخبر فطارت الأسرة سعادة واعتلت الزغاريد في أجواء المنزل.