ثمة من نصب العداء لمجموعة "mbc" وحاول بكل ما أوتي من قوة النيل منها؛ فاتخذ أسلوب إثارة الرأي العام وسيلة ومنطلقا، وقد سمعت بعضهم ممن يطلون علينا عبر شاشات التلفاز؛ يحذرون الناس، ويحضونهم على عدم متابعة ما تعرضه تلك القنوات من مواد إعلامية، وأكمل هؤلاء مشوارهم مع التحريض عبر مواقع لتواصل الاجتماعي؛ فاستطاعوا استقطاب مناصرين إلى جانبهم، يساندونهم في مشوارهم العدائي، وفاتهم أنهم مجرد أدوات تم استثمارها، من خلال خطاب ظاهره الخوف على المجتمع، وباطنه عداوات شخصية، ظهرت بصبغة يستسيغها ويهضمها من لا يقدر على تحليل المواقف ومعرفة ما وراء الأكمة. وأنا هنا لست مدافعا عن مجموعة "mbc"، فهي لا تختلف كثيرا عن غيرها من الفضائيات، إلا أنني لاحظت أن لها متابعين في مختلف البلدان العربية التي زرتها، وما تعرضه للمشاهد متنوع، ما بين أخبار ومسلسلات وأفلام وبرامج اجتماعية ودينية ونحوها..، والسؤال الذي يبحث عن إجابة في هذا الصدد يتلخص في: لماذا mbc دون غيرها؟ رغم أن هناك قنوات أخرى تمطر المشاهدين بمواد إعلامية في مجملها تشكل خطورة على القيم والأخلاق، ومع ذلك هي في مأمن من الكيد والتجييش. ما اتضح لي شخصيا أن مرد المناوشات والمطاحنات التي تدور رحاها في مواقع التواصل الاجتماعي، وأحيانا في بعض وسائل الإعلام، عائد إلى أمور شخصية ليس غير، فمنهم من لم يجد فرصة للظهور عبر قنوات المجموعة، وآخرون انتقدت ممارساتهم وأفكارهم من خلال برامج القنوات؛ فصارت ردة الفعل عنيفة وغير متزنة، حتى وصلت إلى التخوين والتشكيك في المصداقية، بالمقابل نجد فريقا عادته انتقاد النجاح ومحاربته خاصة حينما يكون منتجا وطنيا. الغريب أن كثيرا من هؤلاء عرف عنهم إحداث البلبلة، والإتيان بآراء وأطروحات تؤدي إلى خلق أقطاب متنافرة، في زمن نحن بحاجة إلى أن نأتلف لا إلى أن نختلف.