وصف محللون سياسيون وأكاديميون خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي وجهه للأمتين العربية والإسلامية أمس، بأنه تحذير واضح ل"العالم أجمع" من خطر الإرهاب الذي استفحل، وتتعدد أشكاله، ويمارس من قبل دول ومنظمات وجماعات، واصفين داعمي الإرهاب ب"مربي الثعابين" التي ستلتفت لهم يوما ما. وقال المحلل السياسي والباحث في الشؤون الإيرانية الدكتور محمد السلمي، إن كلمة خادم الحرمين الشريفين تجدد تبيان موقف المملكة من الإرهاب الذي يرتدي رداء الدين الإسلامي ويقدمه وكأنه دين يسفك الدماء ويدعم التطرف والإرهاب، وإن خطاب الملك وصف الإرهابيين ب"الخونة"، وإن هذه الخيانة تشمل خيانة الدين والأوطان على حساب اختطاف الإسلام وتشويهه. وشدد على أنه رغم محدوية كلمات خطاب خادم الحرمين الشريفين، إلا أنه حذر الدول والمنظمات والجماعات التي تدعم الإرهاب بالسلاح وتسهيل تنفيذ المخططات أو توجيهها من بأن هذه الكيانات ستذوق ويلات هذا الإرهاب مستقبلا، واصفا من يدعم ويغذي الإرهاب من دول وجماعات ومنظمات بأنه كمن يربي الثعابين، التي ستلدغه يوما ما. وأضاف "تشخيص الملك لواقع داعمي الإرهاب، ذكرهم بأنهم لم يستفيدوا من تجارب الماضي، وكذلك الذين تخاذلوا أو يتخاذلون عن أداء مسؤولياتهم التاريخية ضد الإرهاب من أجل مصالح وقتية أو مخططات مشبوهة، بأنهم سيكونون أول ضحاياه في الغد انطلاقا من تجارب الماضي القريب التي خاضتها دول ولم يسلم منها أحد". وأكد أن خادم الحرمين الشريفين صنف تمدد الإرهاب بثلاثة أشكال، هي إرهاب تمارسه جماعات وآخر تمارسه منظمات وإرهاب دول، كالذي تمارسه إسرائيل ودول أخرى في المنطقة تدعم جماعات الإرهاب لتحقيق مصالحها، على حساب الإسلام واستقرار الشعوب، فقال "أصبح للإرهاب أشكال مختلفة، سواء كان من جماعات أو منظمات أو دول وهي الأخطر بإمكانياتها ونواياها ومكائدها"، مشددا على أن الملك ساوى بين إرهاب الجماعات "الإسلامية" المتطرفة وبين إرهاب الدول ممثلا في الدولة الإسرائيلية التي تمارس ذلك في حربها ضد أبناء الشعب الفلسطيني في غزة. من جهته قال الباحث والمحلل السياسي أحمد القرصان إن كلمة خادم الحرمين الشريفين جاءت في وقت يشاهد فيه العالم آلة الإرهاب تعيث فسادا في جسد الأمة الاسلامية، وإن كلمات خادم الحرمين جاءت صريحة ومباشرة كي تضع العالم كله أمام مسؤولياته، ومطالبته بتحرك سريع نحو الحوار ومواجهة ما يحدث من قتل وترويع وتشويه لصورة الإسلام الناصعة.