ترزح محافظة عفيف التي تبعد 500 كلم عن الرياض العاصمة، تحت وطأة مشاريع متعثرة لطرق تربطها بمدن ومحافظات المملكة. في تلك المحافظة، ما أن يشرع المقاول المنفذ بمشروع طريق ما، إلا ويتوقف بعد مراحله الأولى ويصبح هذا الطريق وذاك عقبة أخرى في حركة السير من خلال العديد من التحويلات المرورية التي أصبحت مثار جدل في أوساط الأهالي، خاصة وأنه مضى وقت طويل وهي في هذه الحال دون تحرك من قبل وزارة النقل حيال ذلك. أهالي عفيف أبدوا تذمرهم الشديد ل"الوطن" من تعثر هذه المشاريع البالغة أطوالها أكثر من 400 كلم، مقسمة على النحو التالي: طريق عفيف البجادية (ازدواج 90 كم)، طريق عفيف ظلم (ازدواج 160 كم)، طريق الحنابج الخاصرة الرابط ب"مكةالرياض السريع" (100 كم)، وطريق عفيف الحوميات الرابط ب"طريق مكةالرياض السريع" 90 كم. المواطن بندر مطر القسامي، قال إن الطريق المعتمد تنفيذه (الحنابج الخاصرة) متوقف منذ أكثر من خمس سنوات دون بوادر لاستكماله، وهذا التعثر زاد من معاناة أهالي عفيف للوصول إلى مدينة الرياض، حيث يعتبر أفضل وأقصر الطرق إليها من خلال اختصاره لمسافة 80 كلم عن غيرها من الطرق الأخرى، ويخدم شريحة كبيرة من المراكز والقرى والهجر القريبة منه، متسائلاً عن دور وزارة النقل في البحث عن أسباب تعثر هذا المشروع والإسراع في استكماله. أما عادل الغريب فيتحدث عن خيبة أمل الأهالي منذ عامين جراء تعثر مشروع ازدواج طريق عفيف البجادية، الذي يعد في مراحله الأخيرة، رغم انتهاء مدة تنفيذه النظامية التي كانت في شهر رمضان من عام 1433ه، مشيراً إلى أن الطريق القديم المحاذي له مهترئ ولا تنفذ له أي صيانات منذ زمن، وزاد هذا الطريق الجديد "المتعثر" السوء سوءاً بسبب سحب المقاول لعتاده ومعداته من مواقع العمل قبل نحو عام ونصف العام؛ مما أسهم في العديد من الحوادث المرورية الكارثية على هذا الطريق وراح ضحيتها المئات من الأهالي والمسافرين، رغم أنه يعد طريقا مهما باتجاه مكةالمكرمة للمعتمرين والحجاج القادمين من دولة الكويت ومحيطها من المدن السعودية. أما تعثر ازدواج طريق عفيف ظلم البالغ طوله 160 كم، والذي يعد امتداداً لطريق عفيف البجادية باتجاه مكةالمكرمة، وطريق عفيف الحوميات بطول 90 كم فيشير كل من متعب العتيبي وطلال المطيري إلى أن المقاول هو ذاته، قد أخلى الطريق منذ أكثر من سنة ولم تتجاوز نسبة الإنجاز فيهما 40%، وعلى الرغم من أهمية طريق (عفيف ظلم) وازدحامه الشديد خاصة في وقت المواسم وما ينتج عنها من حوادث مرورية مأساوية، إلا أن ضيق الطريق الرئيس والمتهالك أصلاً لا ينبئ بخير، وأما طريق (عفيف الحوميات) فقد توقف كلياً رغم خدماته العديدة للأهالي. من جانب آخر تؤكد إحصائيات مستشفى عفيف العام أن هناك المئات من الوفيات والمصابين يتم استقبالهم سنوياً بأسباب ضيق هذه الطرق وعدم انتهاء ازدواج الأخرى. هذا وطالب الأهالي المسؤولين في وزارة النقل بسرعة التدخل لإنهاء هذه الطرقات ووقف نزيف الدم بسبب تعثرها ومحاسبة المقاولين في تقصيرهم.