فيما لوح ثوار العشائر العراقية، بالدخول إلى بغداد، في أي لحظة إذ إنهم يتمركزون على تخومها، في تهديد مباشر لنظام رئيس الوزراء العراقي، فشلت قوى سياسية تمثل الشيعة والسنة في البرلمان العراقي، في التوصل إلى اتفاق لتسمية المرشحين لشغل منصبي رئيس البرلمان ومجلس الوزراء، فيما قرر البرلمان، أمس، تأجيل جلسته الثانية التي كان من المقرر أن تعقد اليوم، إلى يوم 12 أغسطس المقبل، وذلك بسبب "غياب التفاهمات" حول الرئاسات الثلاث، مجلس النواب، ورئاسة الجمهورية، ومجلس الوزراء. وكان ممثلو التحالف الوطني "الشيعة"، واتحاد القوى الوطنية "السنة" عقدوا اجتماعا مساء أول من أمس، في مكتب رئيس التحالف الوطني إبراهيم الجعفري، بحثوا فيه تقريب وجهات النظر حول التوافقات المطلوبة بين القوى الوطنية، والحفاظ على التوقيتات الدستورية في تشكيل الدورة الجديدة لمجلس النواب، ورئاسة الجمهورية، ومجلس الوزراء. من جانبه، وصف القيادي في اتحاد القوى الوطنية رعد الدهلكي، المفاوضات الجارية لتسمية المرشحين لمناصب الرئاسات الثلاث البرلمان والحكومة والجمهورية، بأنها تتسم بصراع سياسي للحصول على تلك المناصب. وقال ل"الوطن"، إن "المفاوضات لم تسفر عن نتائج إيجابية والسائد فيها الصراع السياسي للاستحواذ على المواقع، وحتى الآن لم تتوصل الكتل الرئيسة الثلاث، التحالف الوطني، والكردستاني، والاتحاد، إلى اتفاق على ترشيح أية شخصية". وفيما أعلن التحالف الكردستاني تمسكه بحقه في تولي منصب رئيس الجمهورية، دعا القيادي في ائتلاف اتحاد القوى الوطنية، حيدر الملا، إلى تبوء العرب السنة لموقع رئاسة الجمهورية؛ لتكون هوية العراق عربية. وقال إن "هوية العراق العربية بوابة عودته إلى حاضنته العربية، ونقطة الشروع لحل الأزمه السياسية الراهنة"، داعيا القوى السياسية التي أفرزتها المحافظات الست المنتفضة إلى "ضرورة المطالبة بموقع رئيس الجمهورية كحد أدنى من استحقاقات العرب السنة". وأضاف "هذا المطلب لا يشكل انتقاصا من الأكراد ولا أي قومية أخرى، بقدر ما هو رؤية واقعية من أجل إنهاء الأزمة السياسية الراهنة"، لافتا إلى أن "العراق يعاني منذ 10 سنوات أزمة أدت إلى ابتعاده عن حاضنته العربية، الأمر الذي أسهم بظهور جملة تعقيدات أوصلته إلى ما هو عليه الآن". ومع اتساع جبهة الرفض لولاية نوري المالكي، جدد ائتلافه تمسكه بمرشحه لتولي منصب رئيس الحكومة، بحسب تأكيدات النائب عن ائتلاف دولة القانون علي العلاق، الذي قال ل"الوطن"، "نحن لدينا عدة خيارات تضمن لمرشحنا المالكي الحصول على منصب رئيس مجلس الوزراء، من خلال التحالف مع قوى أخرى يمكن أن تشكل أغلبية برلمانية، لتنفيذ الاستحقاقات الدستورية المتعلقة بانتخاب رئيس البرلمان والجمهورية؛ تمهيدا لتشكيل الحكومة الجديدة". وأرجأ التحالف الكردستاني إعلان طرح مرشحه لمنصب رئيس الجمهورية، رافضا حضور جلسة مجلس النواب. وقال النائب محمود عثمان، "التحالف الكردستاني قرر عدم تقديم أي مرشح لمنصب رئاسة الجمهورية، إلى أن يقدم التحالف الوطني مرشحه لرئاسة الوزراء"، مشيرا إلى أن "الأكراد يعدّون منصب رئاسة الوزراء المفتاح لباقي المناصب الأخرى المهمة في الدولة العراقية وحضورهم إلى جلسة المجلس يرتبط بهذا الأمر". إلى ذلك، أعلن المتحدث الرسمي باسم قيادة عمليات بغداد العميد سعد معن، مقتل قائد الفرقة السادسة في الجيش العراقي اللواء الركن نجم عبدالله في قضاء الفلوجة أمس، بقصف بقذائف الهاون من قبل مسلحين. وقتل خمسة أشخاص بينهم اثنان من الشرطة وأصيب 13 آخرون في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة استهدف حاجز تفتيش عند المدخل الشمالي لمنطقة الكاظمية في شمال بغداد.