يعود الرئيس جلال طالباني اليوم إلى العراق بعد أكثر من عام ونصف العام من العلاج في ألمانيا، في وقت تواجه وحدة بلاده أخطر تحدياتها في ظل هجوم المسلحين المتطرفين والأزمة السياسية المتفاقمة والنزعة الكردية نحو الانفصال. وجاء في بيان رسمي نشر على موقع رئاسة الجمهورية أمس، أن "رئيس الجمهورية جلال طالباني سيصل إلى أرض الوطن اليوم بعدما منّ الله تعالى بالشفاء له وإتمام العلاج في البلد الصديق ألمانيا من العارض الصحي الذي مر به". وأضاف البيان، أن طالباني الذي سيصل إلى مدينته السليمانية في إقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي سيؤدي "بكل المسؤولية المعروفة عنه مهامه وعمله رئيساً لجمهورية العراق". يذكر أن جلال طالباني الملقب "مام جلال" أي "العم جلال" باللغة الكردية، هو أول رئيس كردي في تاريخ العراق الحديث، وفي ظل العرف السياسي السائد بالعراق والذي لم ينص عليه الدستور، فإن رئيس الجمهورية يكون كرديا، ورئيس الوزراء شيعيا، ورئيس البرلمان سنيا. وكان طالباني قد غادر في ديسمبر 2012 إلى ألمانيا لمتابعة علاج من جلطة دماغية، وقد نشرت صور له منذ ذلك الحين وهو يتحدث مع أفراد عائلته في المكان الذي كان يتلقى فيه العلاج. ويعود طالباني إلى العراق قبل يوم واحد من إغلاق البرلمان باب الترشح لرئاسة الجمهورية، وفي وقت تخوض الأطراف السياسية مفاوضات شاقة بهدف التوصل إلى اتفاق حول هذا المنصب وحول منصب رئيس الوزراء، وإيجاد بديل لنوري المالكي الذي يتمسك بولاية ثالثة لمنصبه مسببا أزمة سياسية أمنية. كما يأتي في وقت يتعرض العراق منذ أكثر من شهر لهجوم كاسح يشنه مسلحون تمكنوا خلاله من السيطرة على مناطق شاسعة من شمال وشرق وغرب البلاد، مؤكدين نيتهم الزحف نحو بغداد ومدينتي النجف وكربلاء. ومنذ بداية هذا الهجوم سيطر الأكراد على مناطق متنازع عليها مع بغداد بعد انسحاب القوات العراقية منها، وعلى رأسها مدينة كركوك (240 كلم شمال بغداد) الغنية بالنفط، في خطوة أكد رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، أنها نهائية وهو ما رفضته بغداد على لسان المالكي.