لقي 8 أشخاص بينهم مجند وطفل مصرعهم، وأصيب 32 آخرون، أغلبهم من الأطفال إثر سقوط 3 صواريخ استهدفت أماكن متفرقة بالعريش في محافظة شمال سيناء في وقت مبكر فجر أمس. وقال المتحدث العسكري العميد محمد سمير في تصريحات له أمس "عمليات القصف الإرهابية استهدفت معسكر قطاع تأمين محافظة شمال سيناء وسوق الضاحية بمدينة العريش، حيث سقطت قذيفتا هاون على معسكر قطاع تأمين شمال سيناء، مما أسفر عن مقتل مجند وإصابة 3 آخرين، كما سقطت قذيفة هاون أخرى على منطقة سوق الضاحية بمدينة العريش". وأضاف "عناصر الإرهاب والتطرف لم تراع حرمة شهر رمضان الكريم، والقوات المسلحة تؤكد أن مثل هذه العمليات الخسيسة لن تنال من عزمها على اقتلاع جذور الإرهاب، ولن تزيدها إلا إصراراً على استكمال مهمتها المقدسة في الدفاع عن أمن واستقرار البلاد". وأعلنت الأجهزة الأمنية حالة التأهب القصوى بطول المجرى الملاحي لقناة السويس، وتم تشديد الكمائن والدوريات الأمنية الثابتة والمتحركة على جميع المعديات والكباري العاملة على القناة، وتكثيف قوات الانتشار السريع في محافظات القناة الثلاث (الإسماعيلية والسويس وبورسعيد). وقال المدير السابق لمركز الدراسات العسكرية اللواء علاء عز الدين "الهجمات الإرهابية التي استهدفت منطقة العريش تمثل تغيرا نوعيا في أسلوب العمليات الإرهابية التي تقوم بها هذه الجماعات، التي تحاول بث الرعب في قلوب المصريين، وإظهار أن الدولة وأجهزتها غير قادرة على بسط سيطرتها الأمنية على سيناء أو أي جزء من مصر، حيث إن قذائف الهاون التي استخدمت في تنفيذ الهجمات على العريش أطلقت من مسافة بعيدة تبلغ حوالي 3 إلى 5 كلم". من جانبه، أكد مساعد أول وزير الداخلية السابق اللواء عبدالله الوتيدي أهمية تأمين الحدود الشرقية والغربية والجنوبية، مشترطاً "دعم وتنشيط القوات الحدودية بأحدث أجهزة الرصد براً وبحراً لزيادة إحكام السيطرة الأمنية على الحدود المصرية لعدم تمكين أي عناصر خارجية من تقديم دعم لوجستي للعناصر الإرهابية في الداخل، فضلاً عن ضرورة هدم الأنفاق التي لم يتم رصدها بعد وما تم استحداثه من أنفاق، وكذلك التنسيق بين أجهزة المعلومات وأمن الموانئ والجوازات لفحص العناصر الوافدة من الخارج وإحباط أي محاولة لدخول المشتبه فيهم". بدوره، قال رئيس حزب الجيل الديمقراطي والمنسق العام لتحالف أحزاب التيار المدني الاجتماعي، ناجي الشهابي في تصريحات ل"الوطن"، إن جماعة بيت المقدس متورطة في إطلاق تلك الهجمات الإرهابية، وفي الوقت الذي توقع فيه البعض أن العدوان الإسرائيلي الوحشي على أهلنا في قطاع غزة سيوحد كل التنظيمات المماثلة لتوجيه صواريخها وقذائفها وعملياتها الانتحارية نحو الجيش الإسرائيلي، إذا بهذه الجماعة توجه هجماتها صوب المدنيين في سيناء. إلى ذلك، أعربت مصر عن قلقها البالغ من أحداث العنف على الساحة الداخلية الليبية، وقالت مصادر أمنية إن أي تحالف بين أنصار بيت المقدس والمتشددين المتمركزين قرب الحدود الليبية قد يمثل مشكلة كبرى لمصر. وأضافت المصادر "نحن على علم بوجود 3 معسكرات في صحراء درنة القريبة من الحدود المصرية، حيث يجري تدريب مئات المتشددين". وكان مدير أمن مطروح اللواء عناني حمودة قد أكد أن الجيش استخدم الطائرات في الآونة الأخيرة لإحكام الرقابة على المنطقة ومراقبة الجانب الليبي من الحدود، خاصة بعدما كشفت السلطات عن نقل شحنة عبر الحدود تضم أكثر من ألف قطعة من الأسلحة من بينها مدافع رشاشة وقذائف صاروخية.