شهدت نهائيات البرازيل 2014 بعضا من الأهداف الجميلة ويصعب تحديد من هو صاحب أجمل هدف لكن هناك 3 أهداف تصدرت اللائحة بالنسبة للمشجعين واللاعبين ووسائل الإعلام، سجلها الأسترالي تيم كاهيل والكولومبي خاميس رودريجيز والهولندي روبن فان بيرسي. هدف كاهيل "إنه أجمل هدف في المونديال وسيدخل في التاريخ كأحد أفضل الأهداف في كأس العالم"، هذا كان رأي النجم البرازيلي السابق رونالدو بالهدف الذي سجله كاهيل في مرمى هولندا خلال الدور الأول. وجاء الهدف في المباراة التي خسرتها أستراليا أمام هولندا 2-3 وودعت على إثرها، وهو سجله إثر تمريرة طويلة وصلت إليه عندما مشارف المنطقة فأطلقها "طائرة" صاروخية لترتد من الجهة الداخلية للعارضة داخل شباك هولندا. بصمة كان الكولومبي خاميس رودريجيز على موعد مع القدر، لأنك تستطيع أن تسجل هدفا رائعا في أي مكان، لكن أن يكون ذلك في ملعب ماراكانا الشهير ضد بطل عالم سابق مثل الأوروجواي (صفر-2 في الدور الثاني)، فهذه لا شك نقطة مضيئة في مسيرة اللاعب. وجاء هدف رودريجيز الذي افتتح به التسجيل قمة في الروعة عندما تسلم الكرة على مشارف المنطقة وظهره للمرمى، فقام بسيطرة موجهة وأطلقها بيسراه اصطدمت بالعارضة وسقطت خلف الخط. على الموعد سجل ميسي هدفا جميلا ومصيريا لمنتخب بلاده في الوقت بدل الضائع أمام إيران (1-صفر) في الدور الأول ما سمح لبلاده بضمان تأهلها إلى الدور الثاني. أعتقد الجميع أن الأرجنتيني سيسقط في فخ المنتخب الآسيوي بعد أن عجز عن الوصول إلى شباكه طوال 90 دقيقة، لكن ميسي تسلم الكرة عند حدود المنطقة فأطلقها بيسراه قوسية إلى الزاوية البعيدة عن الحارس مسجلا منها. فان بيرسي "الطائر" صحيح أن لقب الهولندي "الطائر" تلازم مع الأسطورة يوهان كرويف الذي قاد "البرتقالي" إلى نهائي مونديال 1974 قبل أن يخسر أمام ألمانيا الغربية، لكن روبن فان بيرسي أكد في المباراة الأولى لبلاده في النهائيات أنه يستحق هذا اللقب. أعتقد الجميع أن إسبانيا ستجدد الفوز على هولندا التي خسرت نهائي 2010 أمام "لا فوريا روخا" وذلك بعدما تقدمت على "البرتقالي" بركلة جزاء نفذها تشابي ألونسو. لكن بيرسي أبى ورد بهدف "أسطوري" جاء إثر تمريرة عرضية من الجهة اليسرى عبر داني بليند فوصلت الكرة عند حدود المنطقة إلى القائد الذي طار لها وحولها بشكل "خرافي" في الشباك، مستغلا تقدم الحارس ايكر كاسياس، ليصبح أول لاعب هولندي يجد طريقه إلى الشباك في 3 نهائيات، الأول بقدمه اليسرى عام 2006 ضد ساحل العاج (2-1) وبقدمه اليمنى عام 2010 ضد الكاميرون (2-1 أيضا) وبرأسه ضد إسبانيا 1 -5. كروس وجوتسه أبدع الألمان بتطبيق الكرة الشاملة أمام البرازيل في نصف النهائي. وكان توني كروس بطل "المسلسل الهولندي الذي يطبق الكرة الشاملة" أمام البرازيليين إذ دك شباكهم بهدفين في غضون دقيقتين، الأول من تسديدة بخارج قدمه أودع بها الكرة على يمين الحارس، والثاني بعدما تبادل الكرة التي انتزعها بنفسه من فرناندينيو، مع سامي خضيرة قبل أن يسددها في الشباك. في المقابل، كانت المباراة النهائية تسير نحو ركلات الترجيح، لكن البديل ماريو جوتسه ترك بصمته بعد 15 دقيقة من دخوله، فتلقى كرة عرضية من اندريه شورله من الجهة اليسرى وهيأها لنفسه على صدره ببرودة أعصاب أمام المرمى وتابعها بيسراه على يمين الحارس مانحا بلاده هدف اللقب الرابع في التاريخ في الدقيقة 113.