إنها مواجهة من العيار الثقيل يؤكدها تاريخهما الطويل في منافسات كأس العالم، كان شاهدا على كثير من الأحداث بين طرفيها: نهائيان، بطاقات حمراء، شجار جماعي، إذلال، ركلات ترجيح.. هذا المساء في ملعب "ماراكانا" يضيف التاريخ لصفحاته أن نهائي الأرجنتينوألمانيا هو الثالث بينهما "رقم قياسي" بعد صدامين سابقين في مونديالي 1986 و1990، من بين 6 مواجهات جمعتهما إجمالا في النسخ السابقة لم تخل هي الأخرى من أحداث مثيرة تعيد ذكرياتها "الوطن" لقرائها، ولتكن البداية بمواجهتي "الذهب". إيطاليا 1990 كانت ركلة الجزاء المحتسبة قبل النهاية ب5 دقائق ونجح في تسجيلها "أندريس بريمه" المرة الوحيدة التي اهتزت فيها الشباك وكفلت للألمان العودة باللقب، بيد أن هذا ليس سوى عنوان مختصر لنهائي سيبقى في ذاكرة الجميع للأبد بسبب "عنف" منتخب أرجنتيني قيد مواهب قائده "دييجو مارادونا" بسبب "تكتيك" مدربه و"مخاشنات" زملائه وإصرارهم على "إفساد" المناسبة سعيا لإيصالها إلى ركلات الترجيح، فمع وصول هدف "بريمه" كانت الأرجنتين تلعب ب10 لاعبين بعد أن سجل "بيدرو مونزون" نفسه في سجلات المونديال كأول لاعب يطرد في نهائي وكانت جريمته تدخل فج غير ناضج على "يورجن كلينسمان"، وقبل النهاية ب3 دقائق أكمل زميله "جوستافو ديزوتي" مشهد "الخزي" الأرجنتيني ببطاقة صفراء ثانية ومغادرة الملعب. المكسيك 1986 على الرغم من أنهما كانا يلعبان في منتصف النهار وتحت لهيب شمس "مكسيكو سيتي" الحارقة، لم تتبخر حماسة لاعبي المنتخبين "المعتادة" ليقتسما فيما بينهما ست بطاقات صفراء كرقم قياسي استمر حتى مونديال 2010، لكن الأمر الرائع هذه المرة أن العالم سيذكر هذا النهائي لأهدافه الخمسة وللتتويج المدهش ل"مارادونا" كبطل للعالم.. تقدم الأرجنتينيون بهدفين دون رد بفضل "خوسيه لويس براون" و"خورخي فالدانو" مع بقاء 15 دقيقة فقط من النهاية، بيد أن دخول المهاجم الألماني "ديتير هونيس" تسبب في إرباك الأرجنتينيين، وهو وضع استثمره الثنائي "كارل هاينز رومينيجه" و"رودي فولر" ليعادلا الكفة، وبحسب ما ذكره "رومينيجه" لاحقا فإن "الهدفان زادا من طمعنا وأغريانا للتقدم والبحث عن الانتصار" ، ولثوان بسيطة منحوا "مارادونا" مساحة حرية التقط فيها كرة كسر بها دفاع الألمان بتمريرة ماكرة للمنفرد "خورخي بورتشاجا" الذي تكفل بالنهاية السعيدة لمنتخب "التانجو" على بُعد 6 دقائق من صافرة النهاية. جنوب أفريقيا 2010 يمكن تصنيف هذه المواجهة في الدور ربع النهائي تحت مسمى "إذلال" بالنسبة للأرجنتينيين ومدربهم حينها "مارادونا" بعد أن أحكم عليهم منتخب ألماني شاب قبضته وفرض مهاراته طوال المواجهة، واللافت في الأمر أن 18 اسما تقريبا من أبطال هذه الرواية التي جرت أحداثها في "كيب تاون" سيكونون حاضرين على خشبة المسرح في "ريو" هذا المساء.. كانت مواجهة شدت إليها أنظار العالم، خاصة في ظل أفضلية منتخب أرجنتيني يقوده هجوميا "ليونيل ميسي"، "كارلوس تيفيز" و"جونزالو هيجواين"، ولكن في الملعب لم يستغرق الأمر سوى 3 دقائق بالنسبة ل"توماس مولر" ليفتتح الأهداف، وبينما بدأت الأرجنتين تهدد مبكرا في الشوط الثاني، وضع الألمان حدا لتلك المحاولات في ظرف 6 دقائق بهدفي "ميروسلاف كلوزه" و"آرني فريدريش"، قبل أن يفاقم الأول من مأساة "مارادونا" لاحقا بكرة هوائية أعلنت تفوق "المانشافت" بالأربعة. ألمانيا 2006 إنها مواجهة أخرى في ذات الدور "ربع النهائي" وعلى أرض الألمان، بيد أن ذاكرة العالم احتفظت هذه المرة بتفاصيل لاعلاقة لها ب120 دقيقة على أرض الملعب نجح خلالها "كلوزه" في تعديل النتيجة بعد تقدم الأرجنتين برأسية المدافع "روبيرتو أيالا"، وعندما توجب كسر التعادل بركلات الترجيح أخفق "أيالا" و"كمبياسو" في التسجيل، عاقبهما الألمان بتنفيذ ناجح لأربع ركلات حسمت النتيجة لمصلحتهم 4-2، فجأة اشتعل الغضب الأرجنتيني وتحول إلى عراك صاخب بين اللاعبين، ظهرت معه بطاقة حمراء للبديل "لياندرو كوفري"، وكان مشهدا تناقل صوره العالم أجمع لتستحق المواجهة مسمى "معركة برلين". إنجلترا 1966 بعد أن استمتع المنتخبان بلذة الانتصار في المواجهة الافتتاحية ضمن مجموعتهما، بحثا عن "أقل الأضرار" عندما التقيا في ملعب "فيلا بارك" وتطلعا إلى الخروج بنقطة واحدة تبقيهما معاً في صدارة الترتيب وهو ماحدث بعد تعادل سلبي، وللتاريخ تعرض الاثنان للخسارة لاحقا من أصحاب الأرض، الأرجنتين في ربع النهائي وألمانيا في المباراة النهائية. السويد 1958 استهلت ألمانيا الغربية حملة دفاعها عن اللقب الذي حققته قبل 4 أعوام، بانتصار مريح على الأرجنتين في "مالمو"، فعلى الرغم من أنها وجدت نفسها متأخرة بعد 3 دقائق فقط بهدف "عمر كورباتا"، استعاد أبطال العالم تقدمهم مع نهاية الشوط الأول بهدفي "هيلموت ران" و"أوفي زيلر" قبل أن يضيف الأول هدفا آخر في الشوط الثاني، وعلى عكس سابقاتها حملت هذه المواجهة حادثة طريفة عندما ارتدى لاعبو منتخب الأرجنتين قمصان فريق المدينة المضيفة "آي إف كي مالمو" بعد أن نسوا إحضار قمصانهم الاحتياطية في الفندق.