اعتقد البرازيليون أنهم أصبحوا في الحضيض عقب خسارة السيليساو المذلة أمام المانيا 1/ 7 الثلاثاء في نصف نهائي كأس العالم لكرة القدم 2014. لكن "الكابوس" ازداد سوءا بتأهل الغريم التقليدي الجارة الأرجنتين إلى المباراة النهائية. ولكن الأسوأ هو ما قد يحصل على الأرجح، إذا نجحت الأرجنتين ونجمها ليونيل ميسي في التفوق على ألمانيا في المباراة النهائية غدا، ورفع الكأس الغالية على ملعب ماراكانا الشهير في ريو دي جانيرو، معبد كرة القدم البرازيلية. لم يتوقف البرازيليون، بأعينهم التي لا تزال محمرة بسبب المجزرة الألمانية الثلاثاء الماضي، عن الدعاء كي تخرج هولندا فائزة في مباراة نصف النهائي الثانية أمام الأرجنتين. ولكن أعصاب "الإخوة الأعداء" وجيران الجنوب كانت أقوى خلال حصة ركلات الجزاء الترجيحية ونجحوا في حجز بطاقتهم إلى المباراة النهائية. "مشاهدة الأرجنتين في المباراة النهائية على أرضنا يوجع قلوبنا، خصوصا بعد الهزيمة الأقسى في تاريخ المنتخب البرازيلي"، هذا ما قاله ساعي البريد مارسيو كانيرو دا سيلفا. أما صديقه سيزار أوجوستو (37 عاما)، اختار المنتخب الذي سيشجعه في النهائي: "الآن، أنا ألماني". وتقاسمت وسائل الإعلام البرازيلية المشاعر ذاتها مذكرة بنبرة حاسدة أن ماراكانا سبق له أن كان مسرحا لهزيمة مؤلمة للبرازيل أمام الأوروجواي (1/ 2) في عام 1950. كان "ماراكانزو" مأساة وطنية بالنسبة للبرازيل. وبعد 64 عاما، فهي لا تزال تطارد البرازيليين، على الرغم من إحراز السامبا لخمسة ألقاب بعد ذلك. وعنونت صحيفة "أوديا" الأكثر شعبية في ريو دي جانيرو مقالها ب"الكابوس مستمر"، مضيفة أنه "بعد الألم البرازيلي، فرحة الغريم". وكتبت صحيفة "لانس" الرياضية اليومية: "نحن ألمان جميعا"، معدة أن مأساة "ماراكانازو" قد "تتراجع إلى المستوى الثاني غدا لأن الأرجنتين بلغت النهائي على الأراضي البرازيلية". "ذلك يولد منافسة رياضية ضخمة. جميع الأرجنتينيين يريدون خسارة البرازيل، وجميع البرازيليين يريدون خسارة الأرجنتين"، هذا ما قاله أستاذ العلاقات الدولية بجامعة بوينس آيرس راؤول برنال ميزا، والذي عمل فترة طويلة في البرازيل. وقال مشجع برازيلي من ساو باولو ماركوس ريموندي: "لا أستطيع أن أتخيل (الرئيسة ديلما روسيف) وهي تسلم الكأس للأرجنتينيين في ملعب ماراكانا". الأرجنتينيون كما البرازيليين يدعون بأنهم ضموا في صفوفهم "أفضل لاعب في كل العصور": بيليه للبرازيل، ومارادونا للأرجنتين، والأخيران يهاجم كل منهما الآخر منذ سنين من خلال وسائل إعلام بلديهما. وتتباهى البرازيل بكونها المنتخب الوحيد المتوج 5 مرات بلقب كأس العالم، في حين توجت الأرجنتين باللقب مرتين فقط. ولكن بالنسبة لعشرات الآلاف من الأرجنتينيين الذين يرافقون منتخب الألبيسيليستي، يرون أن اللقب الثالث في ماراكانا يساوي جميع ألقاب كؤوس العالم.