حربٌ كلامية إذن، اندلعت بين الحكومة المركزية في بغداد، ونظيرتها في كردستان، مما قاد الأخيرة إلى اللجوء ل"قلب الطاولة" على نظام رئيس الوزرء العراقي نوري المالكي، عبر سحب وزرائها من حكومة المالكي، في خطوةٍ لتصعيد الأمر بين الجانبين، وذلك بُعيد أن كال المالكي اتهامات لأربيل، قال فيها الرجل وبصراحة، إنها باتت "مرتعاً" للإرهابيين والمسلحين، وإن أربيل تحوي "غرفة عمليات" لإدارة المعركة ضد نظام المالكي. تلك الاتهامات، سخر منها النائب عن التحالف الكردستاني في البرلمان العراقي عبدالباري زيباري، الذي اعتبر في تصريحات إلى "الوطن"، أن ما ذكره المالكي يدخل ضمن باب التصعيد الذي لا يمكن أن يخدم قضية العراق، أو يؤدي إلى نزع فتيل التوتر بين أبنائه. زيباري مضى يقول "اعتدنا كثيراً على "شطحات" المالكي وآرائه الغريبة، ولعل أحدثها ما قاله من أن أربيل أصبحت منطلقاً لهجمات مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، وكذلك متشددي القاعدة، وهو تصريح أقل ما يمكن القول عنه إنه غريب وشاذ. فإذا كان نوري المالكي قد نسي فيمكن أن نذكره بأن كردستان كانت تؤويه عندما كان مطلوباً في يوم من الأيام، وكانت أربيل وستبقى على الدوام مأوى للمستضعفين والمظلومين، وليس للمعتدين والظالمين". وأخذ زيباري في مواصلة هجومة على المالكي، وقال "إذا كان رئيس الوزراء جاداً في مواجهة الخطر الداهم الذي تواجهه البلاد، فعليه أن يتوقف عن إطلاق تصريحاته العدائية التي ما حلت مشكلة ولا قربت بين الأطراف، وأن يجلس إلى الآخرين ليتعرف على آرائهم حول السبل الكفيلة بحل المشكلة. أما التصريحات النارية الخنفشارية فهي أسلوب اتبعه المالكي منذ قدومه إلى مجلس الوزراء، وأثبت طيلة هذه الفترة أنه لا يؤدي إلا إلى استفحال المشكلات وتعقيدها". وأشار زيباري إلى أن سياسة رئيس الوزراء العراقي أدت إلى استعداء كافة الكتل السياسية عليه، حيث بات في عداء معلن مع السنة والأكراد والكثير من المكونات الشيعية. وأضاف "ربما كان المالكي يرى – انطلاقاً من نرجسيته المعهودة – أنه وحده على حق وأن الجميع مخطئون، وهذه رؤية لا يتحلى بها إلا الطغاة أمثال هتلر وموسوليني وغيرهما. وننبهه للمرة الأخيرة إلى المخاطر المحدقة بالبلاد التي يحاصرها شبح التفكك والتقسيم". هذه الأحداث، سبقها رفض باسم رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني لما جاء على لسان المالكي، ولم يتوان في وصف رئيس الحكومة ب"المتمسك بالسلطة"، رغم تسببه فيما وصلت إليه حاليا من انهيارات. بارزاني قال "المالكي أصيب بالهستريا، وفقد توازنه، وعليه أن يتنحى". وشددت رئاسة كردستان على أن "أربيل ليست مكانا لداعش وأمثال داعش، وأن مكان الداعشيين عندك أنت حينما سلمت أرض العراق ومعدات 6 فرق عسكرية إلى داعش".وقال البيان إن الموجودين في الإقليم "هربوا من الدكتاتورية التي هربت أنت منها حينما كنت لاجئاً في أربيل". ودعا البيان المالكي إلى "الاعتذار للشعب العراقي وترك الكرسي، لأنه دمر البلاد، ومن يدمر البلاد لا يمكنه إنقاذها من الأزمات". وعلى صعيد حسم ملف اختيار المرشحين لشغل مناصب رئيس الحكومة والبرلمان والجمهورية، تمهيدا لتشكيل الحكومة الجديدة، أفادت مصادر مطلعة بأن مستشار الرئيس الأميركي باراك أوباما لشؤون الشرق الأوسط، أبلغ سفارة بلده في بغداد، بأن البيت الأبيض يفضل اختيار مرشح بديل للمالكي لمنصب رئيس مجلس الوزراء. وأضافت المصادر استنادا إلى معلومات حصلت عليها من عاملين في السفارة أن الإدارة الأميركية "تفهمت مواقف الأطراف الرافضة لولاية المالكي الثالثة في طرح مرشح بديل". أمنياً أفاد مصدر في الشرطة الاتحادية بأن ثلاثة مدنيين قتلوا أمس، وأصيب 11 آخرون بقصف بقذائف الهاون في سبع البور والمدائن شمالي وجنوبي العاصمة. وقال العقيد فاضل العبيدي ل"الوطن": إن عدة قذائف هاون سقطت ظهر أمس على منطقة سبع البور شمالي بغداد، وقضاء المدائن جنوبي بغداد، مما أسفر عن مقتل ثلاثة مدنيين وإصابة 11 آخرين بجروح متفاوتة". وأعلن مستشفى الفلوجة التعليمي أمس، مقتل وإصابة 43 شخصاً، بينهم أطفال ونساء بقصف لقوات الجيش على مناطق متفرقة من المدينة.