اعتبرت كتلة «الائتلاف الكردستاني» في البرلمان أمس، أن أكراد العراق لاعبون أساسيون في عملية تشكيل الحكومة العراقية المقبلة، واشترطت الحصول على ربع مقاعدها قبل توجه الوفد الكردي المفاوض إلى بغداد ولقاء الكتل الفائزة التي تقف منها على «مسافة واحدة». وحصل الأكراد في البرلمان الجديد على 57 نائباً بعد إعلان تحالف «الائتلاف الكردستاني» في التاسع من أيار (مايو) الجاري ليضم «التحالف الكردستاني» الحاصل على 43 مقعداً وقائمة «تغيير» الحاصلة على ثمانية مقاعد، و «الاتحاد الاسلامي الكردستاني» الحاصل على أربعة مقاعد، و «الجماعة الاسلامية الكردستانية» الحاصلة على مقعدين، إضافة إلى تحالفات تجمع الأكراد مع أقليات مسيحية وازيدية. وقال القيادي الكردي محمود عثمان ل «الحياة» إنه «وعلى رغم من اعلان الائتلاف الكردي، إلا أنه لم يجتمع حتى الآن منذ تأسيسه، ولم يناقش القضايا التي شُكل من أجلها حتى الآن، وأن خطواته تسير في بطء شديد». وأضاف: «لم نحدد موعداً لارسال وفد عن الائتلاف الى بغداد لأن المفاوضات لم تبدأ في شكل فعلي والاجتماعات البينية التي تحصل بين الحين والآخر بدأت أساساً لتشكيل الحكومة ونريد أن يكون هناك تحالف واسع واتفاق بين كل الكتل السياسية على تشكيل حكومة شراكة وطنية، وبخاصة بين المكونات الأساسية الفائزة». وشدد عثمان على أن «الأكراد سيتوجهون الى بغداد وهم منفتحون على الجميع وليس لديهم أي خطوط حمر أو فيتو على أي كلتة أو مرشح»، مشيراً الى أن «كتلته تعتبر تحالف الائتلافين الوطني والقانون، الكتلة الأكبر حتى الآن، ولكن إذا لم يكتب لهذه الكتلة النجاح في الاندماج ستكون القائمة العراقية هي الكتل الأكبر المكلفة دستورياً تشكيل الحكومة». من جهتها، نفت القيادية في «الاتحاد الوطني الكردستاني» (أحد مكونات التحالف الكردي) ألاء طالباني وجود خلافات كبيرة بين القوائم الكردية المتحالفة. وقالت ل «الحياة»: «لا توجد خلافات على النقاط الاساسية بين الاطراف الكردية، فالكل متفق على حقوق الشعب الكردي وعلى أن الائتلاف الكردستاني لاعب أساسي في العملية السياسية ويجب أن يحصل على 25 في المئة من المناصب في الحكومة الجديدة. وهذه هي النقطة الأهم لدينا». ولفتت طالباني الى إرجاء «النقاش في شأن مرشح الائتلاف لرئاسة الجمهورية حتى توجه الوفد الكردي الى بغداد الذي أتوقع وصوله عند انعقاد الجلسة الاولى للبرلمان». وكانت قائمة «التغيير» بزعامة نيشروان مصطفى الذي كان مساعداً للامين العام ل «الاتحاد الوطني الكردستاني» جلال طالباني، اعترضت على تولي الأخير رئاسة الجمهورية لدورة ثانية، وعلى الاجتماع الذي دعا اليه الكتل السياسية الفائزة في الانتخابات لإيجاد آلية مناسبة لتركيبة الحكومة المقبلة. وانتقد رئيس قائمة «التغيير» الحاكم شيخ لطيف طالباني لعدم دعوة قائمته الى الاجتماع. وقال: «كنا نأمل بأن يسمو الرئيس على الخلافات الشخصية بين الاتحاد وقائمة التغيير، وأن يكون على مسافة واحدة من الجميع. لكن عدم دعوتنا يثير تساؤلات». وأضاف أن «هذا الموقف يُسبب عن قصد او غير قصد، تفريق شمل البيت الكردي». الى ذلك، أكدت مصادر حكومية ل «الحياة» أن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي يقوم بزيارة الى اقليم كردستان اليوم الاثنين للمشاركة في المؤتمر الثالث لحزب «الاتحاد الوطني الكردستاني» في مدينة السليمانية. ويتوقع ان تشهد الزيارة محادثات جانبية في خصوص تشكيل الحكومة.