شن مسرحيون "سعوديون" هجوما حادا، على ما وصفوه بضعف الميزانيات المخصصة لأدب ومسرح الطفل، وهيمنة "مسرح التهريج التجاري" على عروضه، محذرين من خطورة هذا النوع من المسرح على مستقبل الأطفال، مؤكدين وجود نظرة قاصرة لمسرح "الطفل"، وتوجيه معظم المخصصات المالية إلى مسرح "الكبار". وأشار نائب رئيس جمعية المسرحيين السعودية مدير فرع الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون في الأحساء علي الغوينم، خلال كلمته في ندوة "أدب الطفل والمسرح" مساء أول من أمس إلى غياب التربويين المتخصصين في مسرح وأدب "الطفل" في المملكة، وأن الموجود حالياً اجتهادات فردية، واصفاً مسرح "الطفل" بأنه (مهنة من لا مهنة له) في الوقت الحالي –على حد قوله-، مستشهداً بالعروض داخل المجمعات التجارية -التي لا ترتقي إلى مسمى العرض المسرحي-، والتي تستهدف الأطفال لأجل الصراخ والنكت، التي قد تلحق الضرر بفكر الطفل أكثر من إفادته وتسليته، مشدداً على ضرورة مواكبة مسرح "الطفل" تقنيات العصر الحديث في المسرح، مبدياً استعداد فرع الجمعية للتعاون مع نادي الأحساء الأدبي في مهرجانات "الطفل" المقبلة، واصفاً ذلك التعاون، بأنه يخدم الحراك الثقافي في المحافظة ويخدم الطفل عندما تتلاقح الجهود بين الجمعية والنادي. وفي البرنامج الرمضاني لخيمة ابن المقرب العيوني بأدبي الأحساء شرح المسرحيون، إبراهيم الخميس، ونوح الجمعان، وسلطان النوة، إضافة إلى الغوينم ، واقع مسرح الطفل، وقال الخميس في ورقته خلال الندوة، التي أدارها عضو مجلس إدارة النادي صالح الحربي: إن مسرح "الطفل"، عانى في بداياته من حزمة صعوبات منها: ندرة النص المناسب لطبيعة الطفل والبيئة المحلية، وقلة الممثلين والتقنيات المسرحية اللازمة، علاوة على غياب المتلقي والجمهور المسرحي، لافتاً إلى أن حلم إيجاد مسرح للطفل كان هاجسا شكل له دافعا منذ بدايات حياته من خلال مسرح المدرسة وكان غير متجانسا، إذ إن مشاركة الأطفال كانت عنوة، ولم يكن ملتزما بضوابط فنية وكانت عروضه عن موضوعات بسيطة. واستعرض الخميس أبرز 5 عروض مسرحية للأطفال في بدايات المسرح بالأحساء، شكلت أسساً لمسرح الطفل في المحافظة، وهي: "ليلة النافلة"، "نصر البواكير"، "قرية اسمها السلام"، "أحزان"، "اليتيم"، ومن خلالها برز مسرحيون على مستوى الوطن العربي، ومن بينهم: عبد الرحمن الحمد، وسامي الجمعان، وعلي الغوينم، وأحمد العيد. فيما أصل نوح الجمعان في ورقته لمسرح "الطفل"، ذاكرا أنه: عالميا لم يظهر إلا مع بدايات القرن العشرين، مضيفاً أن مسرح "الطفل" ليس عرضًا من باب الترف، بل هو وسيلة تربوية ثقافية، يشترط فيه البساطة والدقة والمرح الممتع لكافة حواس الطفل، ويجب مراعاة النواحي الإدراكية والعقلية للطفل في النص المسرحي الموجه للطفل، والعمل على جذب الطفل إلى المسرح تربويًا وثقافيًا وفكريًا من خلال النص والنواحي الصوتية والفنية والإضاءة ولوازم العرض المسرحي الأخرى، مشدداً على أن الشعر وحده غير كافٍ لجذب الطفل للأدب، لهذا ينبغي أن يصاحب الشعر عروض أخرى فنية لجذب الطفل إليها. وانتقد المسرحي سلطان النوة، في ورقته غياب المسرح المدرسي، وهي الجهة الأولى التي يتعامل معها الطفل ويتعرف من خلالها على المسرح، مؤكداً أنه لا فصل بين مسرح "الطفل" وحياة "الطفل"، وأن المسرح رابط لفهم الحياة، وأن فيه مكتسبات كبيرة وشاملة في بناء الإنسان، مشيراً إلى أهمية فهم عالم الطفولة فهما صحيحا للوصول إلى مسرح طفل تربوي هادف، تحاشيا للوقوع في الأخطاء التي قد تدمر المسرح وبناء الطفل، إذ إن المسرح من أهدافه بناء الطفل تربويا سليما وثقافيا بعيدا عن كل إسفاف. ختام الندوة، حفل بإشارة رئيس النادي الدكتور ظافر الشهري، في مداخلته إلى أن أدب الطفل قديم في الأدب العربي، وكان يعرف الشعر المخصص للأطفال باسم "المرقصات".