"بجهود ذاتية، استطعنا التغلب على الصعوبات التي واجهتنا في بدايات مسرح الشباب والطفل السعودي في الأحساء"، بهذه العبارة، استهل أحد رواد مسرح الشباب والطفل في المملكة مدير المكتب الرئيسي لرعاية الشباب في الأحساء يوسف بن صالح الخميس، حديثه أمس ل "الوطن". وذكر أن الأحساء، رغم أن لها خطى سباقة في مسرحي الشباب والطفل، إلا أنه واجه صعوبة بالغة، واستطاع التغلب عليها، ومن أهمها: عدم وجود "مسرح"، ضعف الموارد المالية، وعدم قبول المجتمع للعروض المسرحية، ورفض المجتمع للكثير من المسرحيات والعروض لأسباب اجتماعية متعددة. وأكد أن الأحساء، لم تمتلك متخصصين في أعمال المسرح المختلفة، كالإضاءة والصوتيات والسيناريو، والإخراج، إلا أن ذلك لم يمنع المهتمين في الأحساء من السفر إلى البلدان العربية والخليجية، والحصول على الخبرة الكافية والعمل على تطبيقها في الأحساء، موضحاً أن حرص الأحسائيين على التركيز في توجيه المسرح ومعطياته نحو الشباب والطفل، دفعهم لتكوين فرقة للفنون المسرحية قبل ربع قرن، وأخذت هذه الفرقة تقدم ما لدى الشباب من عطاء ومواهب وطاقات جيدة، حتى أصبح المسرح في الأحساء يسير بخطى حثيثة واثقة نحو النمو والارتقاء. وذكر أنه من خلال المسرح التاريخي "الإسلامي"، جاءت ولادة المسرح في الأحساء، وبذلك حيث المجتمع في الأحساء قبول مثل تلك الأعمال، بجانب بروز المسرح المدرسي في الأحساء، وهو أحد أقدم الحركات المسرحية في المملكة، لشعور التربويين في ذلك الوقت بضرورة إيجاده كوسيلة تعليمية بجانب المنهج الدراسي وكنشاط مدرسي قادر على الجذب والتوصيل، واصفاً المسرح المدرسي ب "بوتقة" انصهرت فيه مواهب الجيل الجديد من طلاب المدارس، وأصبح المنبع الحقيقي، الذي أمد جسر بين التجربة المسرحية وبنائها. وأبان أن مسرح الطفل السعودي، نشأ في الأحساء بمسرحية "ليلة النافلة" للمسرحي الراحل عبدالرحمن المريخي "تأليف وإخراج"، وهي المسرحية الأولى "البذرة" الأولى على مستوى الخليج، وهي التي تمتلك حق الريادة محلياً،، والكاتب منحها كل الخصائص المحلية شكلا وموضوعاً، وبعدها شهد مسرح الطفل السعودي اتساعاً مكثفاً في عروض الأطفال وتكاملا في المستوى الفني وتعدد في مختلف الأساليب، إلى درجة معالجة بعض الهموم العربية في مضمون يناسب مدارك الطفل، وأغلب تلك المسرحيات كتبت بالعامية ولم تأت واحدة على الأقل بالفصحى، وهذا يغفل جزء مهم من وظيفة مسرح الطفل العربي، الذي يجب أن يتنبه له الكتاب المسرحيون مستقبلاً –على حد تأكيده-، مؤكداً أن مسرح الطفل في الأحساء يعتبر الأبرز في المنطقة، وهو ما دعا المسؤولين في رعاية الشباب إلى تكوين فرقة مسرحية للطفل والشباب في الأحساء. واستعرض مجموعة من المسرحيين الأحسائيين الذين أبدعوا، من بينهم: عبدالرحمن الحمد، عبدالرحمن المريخي، عمر العبيدي، علي الغوينم، أحمد النوة، سامي الجمعان، إبراهيم الخميس، عبدالله التركي، راشد الورثان، عادل الخميس، نوح الجمعان، صلاح بودي، إبراهيم الحساوي، عبدالباقي البخيت، منصور الذكر الله، محمد البدر، علي الشهابي، أحمد العيد، خالد العجيل، سعد الفرج، عبدالعزيز السماعيل، عبدالله المجحم، عبدالعزيز الخميس، خلف الشبعان، إبراهيم الجميعة.