دخلت ألمانيا مواجهتها المرتقبة أمس أمام فرنسا في ربع نهائي المونديال، وفي الخلفية اليوم التاريخي 4 يوليو 1954 حين تحققت "معجزة بيرن" التي تبقى عالقة في الأذهان. صحيح أن الغالبية العظمى من الألمان الذين تمكنوا من التفوق على "الديوك" 1/صفر وبلغوا نصف النهائي للمرة ال4 على التوالي وال13 في تاريخهم (إنجازان تاريخيان)، لم يخطر ببالهم اليوم التاريخي عندما كان "ناسيونال مانشافت" يدخل أرضية ملعب "ماراكانا" الأسطوري. وبغض النظر إن تذكر الألمان ال4 من يوليو، وأهميته في تاريخ العرس الكروي العالمي من عدمه، فإن هذا اليوم سيبقى عالقا في الأذهان، لأنه كان شاهدا على "معجزة بيرن" قبل 60 عاما. كان المنتخب الذي يشرف على تدريبه سيب هربيرجر قد شارك في أول بطولة كبرى بعد الحرب، يخوض ثالث مشاركة له في كأس عالم. وحقق 4 انتصارات، ثم مني بهزيمة نكراء أمام المجر 8/3، قبل أن يبلغ المباراة النهائية. في المقابل، كان الأمر مختلفا فالمنتخب المجري لم يخسر أي مباراة منذ 14 مايو 1950. وتخطى تركيا، وألمانيا، إضافة إلى انتصارين على البرازيل وأوروجواي، في ربع ونصف النهائي على التوالي. وكان إحراز "المنتخب الذهبي" لباكورة ألقابه في كأس العالم تحصيل حاصل، فلم يكن أحد يشك في قدرة المجريين على إحراز لقبهم الأول في كأس العالم، في حين كان المنتخب الألماني يستعد لتلقي خسارة جديدة أمام المنتخب الأفضل في العالم حينها. وبعد مرور 6 دقائق، نجح المجري بوشكاش في افتتاح التسجيل لمنتخب بلاده، قبل أن يعزز تزولتان تقدم المجر بعدها بدقيقتين. ولم يمر وقت طويل ويرد المنتخب الألماني ويقلص الفارق، وكانت ثقة الألمان بأنفسهم قوية، ويتمكن ران من تعديل النتيجة لألمانيا في الدقيقة 18. وأصبحت المباراة سجالا، وفي الدقيقة 84 تتقدم ألمانيا بتسديدة ران 3/2، وبعد ثوان كانت الكرة قد استقرت في الشباك في الجهة المقابلة، لكن الحكم الإنجليزي ويليام لينج لم يحتسب الهدف الذي سجله بوشكاش بداعي التسلل. ليفوز المانشافت بكأس العالم لأول مرة في تاريخه والتي سميت بمعجزة بيرن.