تقاسم الدكتور أحمد آل مريع، وحفيدة الشيخ علي الطنطاوي عابدة العظم، الحديث عنه في أمسية عن الطنطاوي رحمه الله بعنوان "رحلة في أدبياته وجوانب من حياته"، نظمها نادي مكةالمكرمة الأدبي مساء أول من أمس، بدأت بعرض وثائقي عن نشأته بحي العقيبة في أطراف العاصمة السورية دمشق، وحياته خلال سبعين سنة قضاها في القراءة بجانب عمله وإصداره كتبه التي تجاوزت ال50 كتاباً، وهجرته إلى السعودية عام 1383ه، وفوزه بجائزة الملك فيصل عام 1410ه حتى وفاته مساء الجمعة 1420 و دفنه في مكةالمكرمة. آل مريع الذي اهتم بدراسة الشخصية الأدبية للطنطاوي قال: إن أجيالا في المملكة تربت على قيمه وأدبه ولغته التي كان يبثها في كتبه ومقالاته ومسامراته عبر التلفزيون وأشهرها برنامجه "نور وهداية" الذي كان يعرض كل جمعة وامتد بثه قرابة ال27 عاماً وكان للإذاعة نصيب في الحضور اليومي عبر برنامج "مسائل ومشكلات". وأضاف آل مريع أن الشيخ وصف نفسه في أحد كتاباته الأدبية بأنه حارب المشايخ الجامدين وحارب الشباب الجاحدين. وعده آل مريع من كبار الكتاب في الأدب العربي الذي شهدهم التاريخ المعاصر، وله أسلوب أدبي مقتبس من القرآن الكريم والسنة النبوية، منوها إلى أن الغاية التي كان يبحث عنها الراحل من أدبه هي الإصلاح بنوعيه كما تراه، الأذواق بتقويم الجمال والأخلاق في تعامل الناس وفي سلوكهم ومن صلاح الأمرين يصلح المجتمع، ووصفه للأدب أنه ليس كبقية العلوم حيث أن الأدب قد بلغ سن الرشد وحد الكمال من قبل أن يولد العلم فالبشر عاشوا دهوراً بلا علم ولم يعيشوا يوماً بلا أدب. مؤكداً أنه يربط الأدب بجميع مجالات الحياة. وعلى الجانب الآخر من خلال أدبه في حياته الخاصة أشارت حفيدته عابدة العظم إلى أنها لم تسمع أحاديث جدها إلا عندما قدمت إلى السعودية حيث أن أحاديثه كانت تمنع في سوريا. وقالت: عند قدومي إلى السعودية فوجئت بالشعبية الهائلة لجدي وأن شخصيته الخاصة كانت أجمل حيث كان يربط مزحه بعالمه المليء والعلم بالمواقف، وأشارت عابدية إلى أن جدها الذي يظهر في الإعلام كان يحب العزلة وعند لقائه بالناس يشعر بالحرج.