استجاب آلاف الشباب العراقيين أمس إلى دعوة ثوار العشائر للتطوع دفاعا عن الأمن وإدارة المدن التي أصبحت اليوم خارج سيطرة الحكومة المركزية في بغداد، في وقت واصلت فيه طائرات رئيس الحكومة نوري المالكي، قصفها على بيجي، مما أسفر عن مقتل ستة أشخاص بينهم امراتان وطفل، بعد يوم من إعلان "داعش" قيام الخلافة الإسلامية ومبايعة زعيمها أبو بكر البغدادي "خليفة للمسلمين". فيما قالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جين بساكي "هذا الإعلان لا يعني شيئا للناس في العراق وسورية"، مشيرة إلى أن التنظيم يحاول "السيطرة على الناس بالخوف". وفي حديث خاص ل "الوطن"، أكد القيادي في مجلس ثوار العراق فايز الشاووش، استمرار الثورة لحين تحقيق أهدافها بإقامة دولة مدنية تراعي حقوق جميع المكونات العراقية، وترتبط بعلاقات تخدم تحقيق المصالح المشتركة مع دول الجوار ولاسيما العربية. وقال "بعد توجيه دعوة مجلس ثوار العشائر إلى الشباب للتطوع استجاب لها من سكنة الأنبار ومحافظات الوسط والجنوب، ووصل العدد إلى أكثر من 10 آلاف ستشرف عليهم المجالس العسكرية، وهم لا يحتاجون إلى التدريب وأساليب حمل السلاح لأن معظمهم من منتسبي الجيش السابق، ولهم خبرة قتالية اكتسبوها من خلال انضمامهم إلى فصائل المقاومة التي تصدت لقوات الاحتلال الأميركي". وحول موقف مجلس الثوار من إعلان الخلافة الإسلامية، أوضح أن المجلس له مشروعه الخاص "وتبنى الدفاع عن حقوق جميع العراقيين بمعزل عن الانتماءات الطائفية والمذهبية وهدفنا إزالة كل المظاهر التي خلفها الاحتلال الأميركي من عملية سياسية كرست المحاصصة ودستور يحمل في مواده تقسيم البلاد". يشار إلى أن العديد من المحافظاتالعراقية شهدت تشكيل فروع لمجلس ثوار العراق، وشاركت بعد قيام حكومة المالكي بإزالة ساحات الاعتصام، وأشار الشاووش إلى أن :"الحكومة الحالية أضاعت فرصة حل المشكلة بالاستجابة إلى مطالب المعتصمين، الأمر الذي أدى إلى تزايد حالة الاستياء لدى أهالي المحافظات المنتفضة ووجدوا في مجلس الثوار خير معبر عن إرادتهم، ومن هنا انطلقت الثورة وحققت انتصارات في محافظات نينوى والأنبار وديالى وصلاح الدين". وعلى صعيد ما حققه المجلس من إنجازات على المستوى العسكري أوضح الشاووش: "جيش المالكي يحتفظ بثلاثة مواقع بمحافظة الأنبار في الوقت الحاضر، وهي قاعدة الحبانية القريبة من الفلوجة، ومقر قيادة عمليات الأنبار في قاعدة الأسد غربي الرمادي، مقر اللواء الثامن، أما بقية الأراض والمواقع فهي تحت سيطرة الثوار"، لافتا إلى أسر عدد كبير من الجنود العراقيين خلال العمليات، وإطلاق سراحهم، لكن "قوات مكافحة الإرهاب المرتبطة بمكتب القائد العام للقوات المسلحة المعروفة باسم سوات تقوم بإعدام عناصر الجيش والشرطة على أسوار بغداد". وفي معرض رده على إمكانية المجلس للمشاركة في العملية السياسية مستبعدا اتخاذ مثل هذا الموقف "رفضنا مناشدات رؤساء دول عربية فتح حوار مع حكومة المالكي، وتمسكنا بالثورة لأنها الطريق الأوحد لتحقيق أهدافنا في إقامة دولة مدنية تضمن حقوق جميع العراقيين". على صعيد آخر، ففي الميدان واصلت الطائرات المروحية قصف المدن الخاصعة لسيطرة المسلحين، وطبقا لشهود عيان فإن 19 شخصا سقطوا بين قتيل وجريح أمس بقصف لطيران الجيش، وسط قضاء بيجي، شمالي تكريت، موضحين أن: "طائرات مروحية قصفت، فجر أمس بعدة صواريخ منطقة حي الرسالة، وسط قضاء بيجي، (40 كم شمالي تكريت)، مما أسفر عن مقتل ستة أشخاص بينهم امراتان وطفل وإصابة 13 آخرين بينهم ثلاثة أطفال بجروح متفاوتة وإلحاق أضرار مادية بخمسة منازل ومحل تجاري". وفي جنوب غربي بغداد بمنطقة السويب قتل شخصان وأصيب ستة آخرون جراء انفجار عبوة ناسفة في مكان مخصص لبيع الأغنام.