قبل 41 عاماً وتحديداً في الثالث والعشرين من نوفمبر عام 1973 وصف الأمير سلطان بن سلمان الذي كان حينها طالباً في معهد العاصمة النموذجي منطقة عسير بأنها تمتلك مقومات سياحية عالمية. وأضاف في مقابلة صحفية نشرت في ذلك التاريخ إثر زيارة طلابية "لم أكن أتوقع أن أرى في منطقة عسير ما رأيته، فالمنطقة حباها الله من نعم الطبيعة، والمظاهر الخلابة، وهي جديرة أن تكون يوماً مصيفاً كبيراً يرتادها السياح". رؤية متقدمة يبدو أن هذه الرؤية المتقدمة التي استشرفها الأمير سلطان بن سلمان قبل 41 عاماً أصبحت اليوم واقعاً حياً، حيث تبنى أمير منطقة عسير رئيس مجلس التنمية السياحية بالمنطقة الأمير فيصل بن خالد المبادرة التي أطلقتها الهيئة العامة للسياحة والآثار لجعل عسير المنطقة وجهة سياحية طوال العام، وتشرف عليها الهيئة مع مجلس التنمية السياحية بمنطقة عسير, ووفرت لها الهيئة دعماً مالياً وإدارياً لتهيئة أفكارها الأولى تجاوز 10 ملايين ريال هذا العام، تم توجيهها لمجالات التسويق واستقطاب الكفاءات والخبرات المحلية والعالمية. بداية الحلم وكانت تلك الزيارة التي مر عليها ما يزيد على أربعة عقود بداية الحلم الذي رعته الدولة, وحظي بدعم كبير من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتنمية منطقة عسير - مثلما هو الحال في مناطق المملكة جميعها- ورؤيته السديدة في تطوير السياحة الوطنية والتراث الحضاري العريق الذي تحفل به مناطق المملكة، وذلك خيار استراتيجي بدأته الدولة بتأسيس الهيئة العامة للسياحة والآثار التي انطلقت فكرتها من عسير عبر تبني صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز - رحمه الله - التوصية الوحيدة لمؤتمر السياحة الوطنية الذي عقد في أبها عام 1418، ولتهيئة السياحة لتكون رافداً رئيسا للاقتصاد الوطني. ومثلما كانت عسير منطلق فكرة إنشاء جهاز حكومي للإشراف على السياحة الوطنية، فقد كانت شاهداً على انطلاق تجربة التطوير الشامل للمتنزهات الوطنية واعتماد السياحة خياراً اقتصادياً رئيساً للمنطقة قادها الأمير خالد الفيصل أمير المنطقة حينها. عسير "وجهة العام" الأمير سلطان بن سلمان الذي قال سابقاً "إن عسير مهيأة لتكون يوماً مصيفاً كبيراً يرتادها السياح" هو من يقود اليوم مع أمير المنطقة الأمير فيصل بن خالد رئيس مجلس التنمية السياحية في المنطقة حراكاً كبيراً لوضع عسير خياراً رئيساً للسائح المحلي على مدار العام، وهو من يزور عسير هذه الأيام (وهو لا ينقطع عن زيارتها مراراً كل عام منذ زيارته الأولى عام 1493) ليتم تكريمه كشخصية العام من قبل جائزة أبها، ويشارك في اجتماع اللجنة الإشرافية لمبادرة أبها مدينة سياحية طوال العام قال "إن عسير المنطقة ستكون علامة فارقة، وسيتحقق لها ما توقعته قبل أربعين عاماً، والهيئة العامة للسياحة والآثار التي أصبحت في مرحلة قوية من النضج ومهنية الأداء أطلقت مبادرة أبها مدينة سياحية طوال العام في شهر شعبان الماضي بمشاركة جميع المؤسسات الحكومية". معالجة "التشوه" وأضاف في تصريح بهذه المناسبة "المشروع يشمل منظومة مشاريع وبرامج وفعاليات، وسترفع احتياجاتها المكانية والمالية الإضافية، لاسيما أن وزارة المالية قد اعتمدت ميزانية كبيرة هذا العام لمشاريع المنطقة ذات العلاقة بالسياحة والمواقع التراثية، من بينها تطوير وسط أبها ونزع الملكيات لصالح مشاريع التطوير فضلاً عن مشروع معالجة التشوه البصري الذي أعلنت عن تنفيذه أمانة منطقة عسير التي تعد شريكاً أساسيا يعمل بزخم كبير لتهيئة المتنزهات والمواقع العامة والقرى التراثية، مما سهل البدء في مشاريع كنا نحلم بها منذ 41 سنة، متوقعاً أن تظهر بعض ثمار الخطة خلال سنتين، فيما بين أنه سيستمر العمل إلى ما بعد 2015 لتستكمل حتى 2020". الأهالي شركاء وأكد الأمير سلطان أن أهل المنطقة سيكونون الركيزة الأساس لتفعيل المبادرة ونجاحها من خلال عملهم وإسهامهم فيها وحرصهم على تطور السياحة في منطقتهم، وسيكونون المستفيد الأكبر من ازدهار السياحة عبر النماء الاقتصادي وتوفير فرص العمل للمواطنين. وأوضح رئيس الهيئة أن عسير بحاجة إلى السياحة وتحتاجها كعنصر اقتصادي أساس، والمبادرة ستشمل حزماً من الفرص الاقتصادية المواتية للمستثمرين من داخل المنطقة وخارجها، داعياً الشركات والمستثمرين للاستفادة من المبادرة من خلال العمل على الاستثمار في المنطقة. مراحل المبادرة: تتكون المبادرة من ثلاث مراحل: المرحلة القصيرة ستكون خلال العام الجاري، والمرحلة المتوسطة: ستنفذ العام المقبل، فيما ستنفذ المرحلة الطويلة بدءاً من عام 2016، وأشار إلى أن تطبيق المبادرة لا يعني أن السياحة في عسير ضعيفة، وإنما العمل على ألا تكون موسمية. وتبدأ المبادرة اعتباراً من أول يناير المقبل وحتى نهاية 2015، وسيتولاها جميع الشركاء في القطاعين الحكومي والخاص والمجتمع المحلي، بينما تتكون عناصر الخطة الشاملة من ثلاث مراحل، هي: الخطة الآنية وشملت الخطة الآنية أيضاً، استكمال البنية التحتية والاستثمارات السياحية في مرافق الإيواء السياحي والمنتجعات وخدمات الضيافة ومراكز المعارض والمؤتمرات وما يصاحبه من تسويق للمنطقة عبر وسائل إعلامية متعددة، ورفع الطاقة الاستيعابية لمطار أبها وزيادة السعة المقعدية من وإلى عسير، إلى جانب استكمال منظومة الخدمات السياحية المساندة مثل منظمي الرحلات السياحية والترخيص للمرشدين السياحيين وتطوير قدراتهم وتحسين الوضع الحالي لاستراحات الطرق وتشغيل المرحلة الأولى من مسارات الحافلات وسيارات الأجرة ومعالجة التشوه البصري وإيجاد التشويق واستكمال مشاريع الطرق. الخطة المتوسطة: وتستمر الخطة المتوسطة الأجل 2015 في العمل على تطوير التسويق بمجالات إعلامية أوسع وأكبر والحجوزات وخدمات الوصول من مداخل برية ونقل وتحسين وتجميل الطرقات واللوحات ومشاريع الطرق، بينما يشمل الإيواء إنشاء شقق من الدرجة الأولى وترخيصا للمنشآت القائمة من الدرجتين الأولى والثانية وموتيلات على الطرق الإقليمية ومنتجعات جبلية وبحرية وصحراوية، إلى جانب استمرار تأهيل وتطوير المواقع السياحية أوساط أبها والمحافظات والأسواق الشعبية ومسارات الحرف والمراكز الثقافية والمسارح. وسيتم استحداث مشاريع سياحية جديدة، منها تأهيل وإعداد وتجهيز أماكن سياحية في الينابيع الحارة والطرق والمرافق للقرى التراثية والواجهة البحرية لشواطئ المنطقة على ساحل البحر الأحمر وإنشاء منتجعات صحية وتصاميم لمواقع جبلية وصحراوية وقلاع وقرى تراثية حديثة وتطوير المقرات والمرافق الرياضية مع إنشاء مدن ترفيهية في أبها وبعض المحافظات، منها "ديزني" في أبها ومولات تجارية. الخطة طويلة الأجل أما الخطة طويلة الأجل ما بعد 2015 فتشمل مشاريع عملاقة، مثل: التعاقد مع شركة عالمية للتسويق واستخدام طرق مختلفة في ذات الصعيد، وإنشاء مطارات في النماص وتنومة والساحل البحري، وإنشاء استراحات نموذجية، ومشاريع طرق سياحية كازدواج أبها - الفرعا – المسقي – الجرة – الحبلة. وأبها - الدرب. كما تضم من المشاريع: فنادق ذات خمسة وأربعة نجوم وموتيلات ومنتجعات متعددة، و10 قرى تراثية في كل من: أبها، أحد رفيدة، سراة عبيدة، النماص وتنومة، ظهران الجنوب، فضلاً عن التوثيق المعماري لخمس قرى، والإشراف على خمس أخرى، ودراسة تأهيل قرية بني عامر، وذلك من خلال الهيئة العامة للسياحة والآثار، وإقامة مدن ترفيهية منها رال صحراوي ومدن ملاه وألعاب ترفيهية في النماص والساحل وبيشة، فضلاً عن مولات في أماكن متفرقة، مع استمرار تكثيف برامج ودورات رياضية وتهيئة عدد من المزارع الطبيعية والمؤتمرات والمعارض والتدريب والتوعوية واستقصاء للسياح وأرقام وإحصاءات. فيصل بن خالد يشكر رئيس "السياحة والآثار" الرياض: واس شكر أمير منطقة عسير رئيس مجلس التنمية السياحية بالمنطقة الأمير فيصل بن خالد، رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان على ما بذلته الهيئة من جهود لتنظيم حفل "إطلاق فعاليات وبرامج صيف السعودية"، الذي أقيم في أبها منتصف الشهر الماضي واختيار منطقة عسير لهذا الاحتفال، مشيداً بما حققه الاحتفال من نجاح وأصداء جيدة أبرزت الفعاليات السياحية والموروث الثقافي في مناطق المملكة. ونوه الأمير فيصل بما شهدته المنطقة من فعاليات سياحية مميزة هذا العام بدعم من الهيئة، مشيراً إلى الدور المهم لهذه الفعاليات والأنشطة في برامج "مبادرة عسير.. وجهة سياحية رئيسية على مدار العام" التي بادر رئيس الهيئة بإطلاقها ودعمها. وثمن أمير عسير لسمو رئيس هيئة السياحة ما قدمته الهيئة من جهد ودعم الذي قُدّم لمناسبة "إطلاق صيف السعودية" من النواحي الفنية والتسويقية والمالية، وتولي فرع الهيئة في المنطقة الإشراف العام كذراع تنفيذي للمجلس. وقال: "لا شك أن هذه المناسبة أبرزت الموروث الثقافي والتراثي للمنطقة ولمناطق المملكة الأخرى، وقد لمسنا نجاح هذه المناسبة من خلال استمتاعنا بما حوته من فعاليات، وما لقيته من أصداء جيدة في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، ونتطلع لأن تحقق المناسبة المكانة المناسبة على الخريطة السياحية في السنوات القادمة، مع تمنياتنا للجميع بدوام التوفيق والسداد". من جهة أخرى، اجتمع أمير الرياض الأمير تركي بن عبدالله، رئيس اللجنة التنفيذية العليا لتطوير الدرعية التاريخية، في مكتبه بقصر الحكم أمس، برئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان. جرى خلال الاجتماع، بحث برنامج تطوير الدرعية التاريخية والفعاليات التي تحتضنها، وأهمية تفعيل دورها الثقافي والحضاري على المستوى الدولي والوطني والمحلي.