تتجه الأنظار في السابعة مساء اليوم بتوقيت السعودية، إلى ملعب "أرينا داس دوناس"، الذي يحتضن "موقعة البقاء والأعصاب" بين المنتخبين الإيطالي ونظيره الأوروجوياني، في الجولة الثالثة الأخيرة من منافسات المجموعة الرابعة لمونديال البرازيل 2014. ولم يكن أحد يتوقع المسار الذي سلكته هذه المجموعة التي أطلق عليها لقب مجموعة الموت بسبب ضمها ثلاثة أبطال عالم سابقين، ومن المؤكد أن أشد المتفائلين في كوستاريكا لم يتوقعوا أن يكون منتخب بلادهم في الدور الثاني قبل حتى خوضه الجولة الثالثة الأخيرة. ورسم المنتخب الكوستاريكي بخطفه البطاقة الأولى بعد فوزه الافتتاحي على الأوروجواي 3/ 1 ثم بإسقاطه إيطاليا 1/ صفر، سيناريو موقعة نارية بين المنتخبين العملاقين، فيما سيكتفي الإنجليز بمواجهة شرفية مع ممثل الكونكاكاف، يبحثون خلالها عن توديع البرازيل بفوز معنوي بعد أن سقطوا أمام "الآزوري" و"السيليستي" بنتيجة واحدة 1/ 2 في مباراتيهما الأوليين. إيطاليا x أوروجواي وسيكون المنتخب الإيطالي بحاجة إلى تعادل من مواجهته مع نظيره الأوروجوياني لكي يتجنب تكرار خيبة مونديال جنوب أفريقيا 2010 حين ودع الدور الأول دون أي انتصار، وذلك لأنه يتفوق على منافسه الأميركي الجنوبي بفارق الأهداف. ووضعت إيطاليا نفسها في هذا الموقف الحرج بالنسبة لها في دور المجموعات بعد أن قدمت أمام كوستاريكا أداء مغايرا تماما لذلك الذي قدمته في الجولة الأولى أمام إنجلترا. ومن المؤكد أن "الآزوري" لا يريد تكرار التجربة المريرة، ولكي يتجنب ذلك عليه الارتقاء إلى مستوى التحدي أمام منتخب مندفع منتشٍ من انتفاضته أمام إنجلترا بقيادة هدافه لويس سواريز. ولا يمكن لإيطاليا أن تلعب من أجل التعادل لأنها تدرك تماما بأن فريق المدرب أوسكار تاباريز يملك أسلحة فتاكة قد تصل إلى شباكها في أي لحظة قاتلة على غرار سواريز، الذي خطف هدف الفوز المصيري على إنجلترا في الدقيقة 85، أو أدينسون كافاني أو حتى المخضرم فورلان في حال دخل إلى اللقاء في الشوط الثاني. وازدادت مشاكل إيطاليا لأنها ستفتقد بشكل شبه مؤكد لاعب وسطها دانييلي دي روسي، الذي تعرض لإصابة في ربلة ساقه اليمنى خلال مباراة كوستاريكا. ومن المؤكد أن مهمة الأوروجواي ستكون أصعب من إيطاليا لأنها مطالبة بالفوز من أجل التأهل إلى الدور الثاني للمرة الثانية على التوالي، ومواصلة مشوارها نحو تكرار إنجاز 1950، حين توجت بلقبها الثاني والأخير على الأرض البرازيلية بالذات وعلى حساب صاحبة الضيافة، وهذا ما اعترف به تاباريز الذي عد أن الضغط سيكون على أبطال أميركا الجنوبية. لكن المدرب الأوروجوياني، استبعد أن يكتفي الإيطاليون بالدفاع ضد فريقه. وعد أن واقع وجود عدد من لاعبي فريقه في الدوري الإيطالي أو مرور عدد آخر فيه لن يؤثر كثيرا في هذه المباراة. كوستاريكا × إنجلترا وعلى ملعب "ستاديو مينيراو" في بيلوهوريزونتي وفي التوقيت نفسه، تخوض كوستاريكا مباراتها مع إنجلترا الجريحة دون أي عقد أو ضغط بعد أن حققت إنجاز بلوغ الدور الثاني للمرة الثانية في تاريخها. وتأمل كوستاريكا أن تخرج بالتعادل على أقله من مباراتها ومنتخب "الأسود الثلاثة" من أجل ضمان صدارتها للمجموعة، لكن المهمة لن تكون سهلة ضد الإنجليز الساعين إلى تحقيق ثأرهم منها لأنها كانت السبب بخروجهم بعد فوزها على إيطاليا. بدوره، يبحث المنتخب الإنجليزي الذي ودع النهائيات من الدور الأول إلى إنهاء مشاركته البرازيلية بفوز شرفي يبدأ فيها حقبة جديدة مع جيل شاب واعد أظهر أنه يتمتع بإمكانات مميزة جدا خلال المباراتين الأوليين رغم خسارتهما. وخلافا لما اعتقد كثيرون بعد الخسارة أمام الأوروجواي وتأكد الخروج من الدور، لن تكون مباراة كوستاريكا الأخيرة للمدرب روي هودجسون مع "الأسود الثلاثة".