قال وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة إن "صحافة المواطن" تتسيد المشهد الإعلامي الآن عبر الوسائل الإعلامية الجديدة التي أحدثت طفرة إعلامية غيرت بها مفاهيم ونظريات طالما تغنى بها منظرو الإعلام فظهرت صحافة المواطن، الذي أصبح بأدواته الصغيرة عالية الجودة منافسا لوزارات الإعلام و المؤسسات الإعلامية بكوادرها, واكب ذلك استغلال هذا النوع من الإعلام البديل أو الجديد كما يطيب للبعض تسميته بطريقة مسيئة وتوظيفه معولا للهدم وإشاعة التحريض والفوضى والكراهية ونشر الإشاعات المغرضة. وأشار خوجة أثناء افتتاحه أمس في جدة فعاليات ورشة عمل المتحدث الرسمي الثالثة تحت عنوان "الإعلام الجديد .. الرؤية والتطلعات" التي تنظمها وزارته وتختتم فعالياتها اليوم, إلا أن من أبرز سمات واقعنا اليوم الهواتف الذكية ترافقنا على مدار الساعة نستقي منها معلومة تلو الأخرى وبوسائط متعددة وقد عزز ذلك التطورات الهائلة في الحاسبات الإلكترونية وتطبيقاتها المختلفة التي أنتجت وسائل للتواصل الاجتماعي تستخدم على نطاق واسع من قبل مئات الملايين من البشر. ومضى خوجة في كلمته للقول "لا يختلف اثنان بمقدرة وسائل الإعلام على تشكيل الرأي العام نحو مختلف القضايا، ومنها الإعلام الجديد الذي أضحى يلقى قبولا متزايد ومتناميا ومما زاد العبء على الإعلام في واقعنا الحاضر أنه تتجاذبه جهتان مؤسسات الأمس بكوادرها ومهنيتها وخلفيتها الإعلامية والمواطن. وأكد خوجة أنه من الطبيعي أن تصاحب هذه الفوضى العارمة في إبحارات الإعلام الجديد مغالطات وتشويه للحقائق لا سيما إذا كانت هناك نوايا سيئة ودسائس بحد ذاتها تربة خصبة للشائعات وانتشارها والترويج لها على أنها حقائق مسلمة، فهذه الحتمية الإعلامية التي نعيشها كان لا بد من مواجهتها بمهنية تزيل الظلامية منها, وتصحح ما فيها من مغالطات, وإن كان ذلك ليس باليسير إلا أن ما لا يدرك كله لا يترك جله، لذا كانت فكرة ضرورة وجود متحدث رسمي لكل جهة تكون مهمته التواصل مع وسائل الإعلام سواء مرئية أو مسموعة أو مقروءة أو وسائل الإعلام الإلكترونية لتمثيل جهته في كل ما يتعلق بشؤونها. وأشار إلى أن فكرة ضرورة وجود متحدث رسمي كما لا يخفى على الجميع هي فكرة مطبقة في الكثير من دول العالم التي فطنت إلى حتمية استحداثها بسبب التطورات الهائلة في مجال تدفق المعلومات. وعليه وإيمانا من الدولة بأهمية أن تكون لكل جهة حكومية من يمثلها للتواصل مع وسائل الإعلام فقد صدر قرار مجلس الوزراء والقاضي بأن على كافة الوزارات والهيئات والمؤسسات العامة والأجهزة الحكومية أن يكون لها متحدث رسمي مهمته الرئيسية إحاطة وسائل الإعلام بما لدى جهته من أخبار وبيانات وإيضاحات وينصب قرار مجلس الوزراء على أهمية اطلاع الرأي العام على المعلومات التي تهدف إلى بناء الشفافية بين الجهة الحكومية والمواطن. وخاطب خوجة الحضور بقوله "لعلكم توافقونني الرأي بأن هناك صفات رئيسة يجب أن يتحلى بها المتحدث الرسمي, لعل من أبرزها أن يكون هو صاحب المبادرة بالتواصل مع وسائل الإعلام المختلفة سواء كانت تقليدية أو جديدة, وألا يكون ديدن عمله فقط هو رد الفعل لما قد ينشر عن الجهة التي يمثلها بين الفينة والأخرى, بل يكون تواصلا مع وسائل الإعلام لتوضيح كل ما يستجد على جهته من أعمال أو مشاريع وتطورات، وهذا من ثمرته بناء ثقة متبادلة بين الجهة التي يمثلها وبين وسائل الإعلام وسيعزز هذا التواصل المصداقية لدى الرأي العام فيما تقدمه الجهة التي يمثلها". واختتم خوجة كلمته بقوله "وإيمانا من وزارة الثقافة والإعلام كونها جهة اختصاص فيما يتعلق بالشأن الإعلامي, فقد أولت مهمة تطوير عمل المتحدث الرسمي الاهتمام الذي تستحقه, وعليه فقد عقدت الوزارة ورشتي عمل فيما يتعلق بعمل المتحدث الرسمي, وهذه الورشة الثالثة التي تعقدها الوزارة بهذا الخصوص" تحت مسمى "المتحدث الرسمي والإعلام الجديد .. الرؤية والتطلعات".