منطقة الباحة- مثل بقية مناطق المملكة لها مكانة غالية في قلوبنا جميعا، وهي من أجمل الأماكن في المملكة، وذات مناخ متفرد، حيث يكثر فيها الضباب بصورة لافتة ومن ثم أحب تسميتها ب"مدينة الضباب" لأنها تتميز بهذه الخاصية دون بقية المناطق، ولذا يمكن استغلال ذلك في السياحة الاستشفائية العلاجية كون مناخها لا يقارن من حيث الطبيعة الخلابة والهواء النقي وهو ما يساعد كثيرا في سرعة الاستشفاء وفق المفاهيم الحالية للطب العلاجي الحديث. زرت المنطقة مؤخرا وقد أعجبتني منظومة النمو والتطور التي تسير بخطى منظمة نحو تحقيق المنشود منها برفع مستوى معيشة المواطنين وتحفيزهم على إنجاح خطط التنمية الشاملة في الباحة والتي تتمثل في النهضة الصحية والتعليمية والعمرانية. والحقيقة أن إمارة المنطقة والأجهزة المعنية من بلدية ومجلس منطقة تقدم كل الدعم والمؤازرة للاستثمار وتشجع المستثمرين على إقامة مشاريع الخير والنماء بها، والحمد لله التجارب الاستثمارية في الباحة مثمرة ومبشرة ونتمنى توجها متناميا من رجال أعمال الباحة نفسها وبقية مناطق المملكة للاستثمار فيها وإنشاء مشاريع تتناغم مع المنطقة وتقدم خدمة ملموسة وحقيقية لسكانها، فمنطقة الباحة لم تكن في يوم من الأيام بعيدة عن اهتمام ورغبة المستثمرين، بل هناك حرص متزايد على أن تنال هذه المنطقة حقها من الاهتمام الاستثماري، وهو ما يتم حاليا من تدشين مشاريع تتناسب مع طبيعة المنطقة واحتياجات سكانها وكيفية الإسهام في برامج التنمية الجارية هناك. ولا شك أن الاستثمار في الباحة سيكون ذا مردود طيب إذا ما وُضع في الحسبان أن تكون المنطقة مركزا تدريبيا للمهن المختلفة من رياضية وعلمية وفنية، وأتطلع إلى اليوم الذي تصبح فيه الباحة عاصمة التدريب في المملكة وأن تطبق مفهوم المهرجانات بصورة موسعة لاستقطاب المهتمين والمعنيين من كل مكان، فالمهرجانات السياحية كفيلة بتسليط الضوء على الباحة كمنطقة استثمارية سياحية. وقد كان احتضان الباحة لأول منتدى استثماري بها في جمادى الآخرة 1433، خطوة في الاتجاه الصحيح، والحمد لله جاءت في الموعد المناسب، إذ إن التقاء رجال الأعمال والمستثمرين من جميع أماكن المملكة يتيح الفرصة لتبادل الآراء والأفكار الاستثمارية، كذلك معاينة الواقع وعلى الطبيعة ومعرفة الجدوى الاقتصادية للمشاريع المزمع إنشاؤها. وأرى أن رجال المال والأعمال في المملكة لديهم أجندة وطنية خالصة تهدف إلى تنويع استثماراتهم في جميع المناطق بما يعود بالنفع والخير على الجميع ويدعم توجه الدولة –حفظها الله- في سرعة دوران عجلة التنمية المستدامة، الأمر الذي سيكون له شأن كبير في استقطاب العمالة الوطنية وفتح مجالات العمل والإنتاج أمامها، وهو ما نلمسه حاليا من مشاريع تقام وقلاع صناعية تنطلق في أرجاء المملكة بغية توفير فرص عمل مناسبة لأبناء المجتمع.