استمرت السلطات السودانية في سياسة تكميم الأفواه ومصادرة الرأي الآخر التي تتبعها، حيث أقدمت بالأمس على اعتقال زعيم أحد الأحزاب، كما صادرت في ذات اليوم عدداً من إحدى الصحف السياسية. ففي مدينة نيالا بغرب السودان، اعتقلت سلطات الأمن رئيس حزب المؤتمر المعارض إبراهيم الشيخ، عقب ندوة هاجم خلالها قوات الدعم السريع، وتعد الخطوة ثاني اعتقال لزعيم سياسي بسبب انتقاد القوات التابعة لجهاز الأمن والمخابرات. وكانت السلطات قد اعتقلت في وقت سابق زعيم حزب الأمة المعارض، الصادق المهدي في 17 مايو الماضي بسبب انتقادات وجهها لقوات الدعم السريع، تتعلق بارتكاب انتهاكات. إلى ذلك، صادر جهاز الأمن عدد الأمس من صحيفة "الجريدة" اليومية التي تصدر في الخرطوم، وتهدف السلطات الأمنية من المصادرة بعد الطباعة للضغط على الصحف اقتصادياً ومعنوياً لإخضاعها لسياساتها. ووصفت منظمة "صحفيون" لحقوق الإنسان الخطوة بأنها "اعتداء صريح على حرية الصحافة والتعبير"، عشية ملتقى الإعلام الثاني الذي من المقرر أن يبدأ اليوم بدعوة من الحكومة. واعتبرت المنظمة أن المؤتمر الذي يعقد تحت رعاية الرئيس عمر البشير مجرد حشد حكومي دعائي، ومحاولة إضافية لفرض هيمنة الحكومة. في سياق منفصل، نفى المتحدث باسم القوات المسلحة السودانية، الصوارمي خالد سعد، تقارير تحدثت عن تزويد السودان لعناصر إرهابية ليبية بشحنة أسلحة، وقال: "إن هناك قوات مشتركة بين البلدين تراقب الحدود المشتركة وتكافح الإرهابيين". وأضاف أن العلاقات بين البلدين، خاصة في المجال العسكري في أفضل حالاتها، بدليل التعاون العسكري الكبير في مجال التدريب. وكان العقيد محمد الحجازي المتحدث باسم عملية الكرامة التي يقوم بها الجيش الليبي تحت قيادة اللواء المتقاعد خليفة خفتر، ذكر أن طائرة محملة بالأسلحة قد هبطت فجر الجمعة الماضية في مطار قاعدة (معيتيقة) الليبية قادمة من السودان، وأشار إلى أن الأسلحة وصلت بالفعل إلى العناصر التابعة للقيادي المتشدد عبدالحكيم بلحاج. على صعيد آخر، احتجت حكومة الجنوب على استضافة الخرطوم للمتحدث باسم المتمردين الذين يقودهم رياك مشار. وقالت: "إن إتاحة المنابر الإعلامية للمتمردين والحركات السالبة يتعارض مع الفقرة الخاصة بإحدى أهم بنود اتفاقيات التعاون الموقعة بين البلدين". وكان وزير الدفاع بدولة جنوب السودان كوال ميانق، اتهم جهات داخل النظام السوداني بدعم قوات مشار.