تواجه وكالة الشؤون الثقافية بوزارة الثقافة والإعلام مأزقا جديدا يضاف إلى مأزقي مطالبات الأندية الأدبية بزيادة الدعم المادي، وقرار جمعية الثقافة والفنون الأخير بتقليص ميزانيتها، وتسريح عدد من العاملين والمتعاونين معها، وهو القرار الذي ضجرت منه الساحة الثقافية الفنية في المملكة، ويتمثل هذا المأزق في ضآلة دعم اللجان الثقافية التابعة للأندية الأدبية في بعض المدن والمحافظات الصغيرة. ويعترف ل"الوطن"رئيس اللجنة الثقافية بالليث "الواقعة جنوبمكةالمكرمة على بعد 190 كلم عن جدة، والتابعة لنادي جدة الأدبي"، الشاعر علي بن يوسف الشريف بتردي الوضع قائلا: هناك معاناة تتمثل في أن الوزارة لا تدعم هذه اللجان وتترك الدعم على نادي جدة الذي لا يستطيع تلبية حاجات تلك اللجان المادية، وبذلك تتقلص الفعاليات، رغم وجود دعم من الأندية لهذه اللجان. ويصف الشريف نادي جدة الأدبي بالمميز، مشيرا إلى أنه يكاد يكون الوحيد في هذا المضمار وله السبق ونقدر له دعمه وإن كان دون طموحنا، ويضيف: النادي أدرك حاجة اللجان إلى مقار ومراكز أنشطة ودعم مادي مقبول ورفع ذلك للوزارة طالبا دعم اللجان بمخصص مادي أسوة بالنوادي وحتى تاريخه لم نجد التفاتة من الوزارة. ويشدد الشريف على أن الحراك الثقافي على مستوى المحافظات مشهود وملموس ويتعدى إلى قراها ومراكزها، حيث يتلهف الشباب لمثل هذا الحراك ويتجاوبون ويتفاعلون معه، ولاحظنا أن ذلك التفاعل أكثر حراكا من المدن بشهادة ضيوف اللجان وغالبيتهم من المدن. نادي جدة أسس لجنة القنفذة الثقافية كأول لجنة، التي يرى علي بن يوسف أنها بعد ثمانية أعوام من الحراك الثقافي المتميز تستحق أن تصبح ناديا ثقافيا أدبيا مستقلا، ثم أسس لجانا أخرى في خليص والليث، ومنذ عام أنشأ لجة العرضيات، التي اختتمت أخيرا، مسابقة أفضل مكتبة منزلية على مستوى المحافظة التي تبعد عن العاصمة المقدسة قرابة 380 كلم، وحصدها محمد مطر السهيمي، الذي كرم من قبل رئيس نادي جدة الأدبي الدكتور عبدالله السلمي، حاصلا على مكافأة تقديرية قيمتها ألفا ريال، ودرع اللجنة لموسمها الثقافي. وتهدف المسابقة إلى إحياء قيمة المكتبة المنزلية، وتعزيز مكانتها؛ كونها رافدا مهما من روافد المعرفة، ورقما صعبا في تشكيل الثقافة لدى أفراد الأسرة، وفقا لحديث رئيس اللجنة الثقافية بالمحافظة محسن السهيمي ل"الوطن"، موضحا أن لجنة شكلت للوقوف على المكتبات المتقدمة للمسابقة، مكونة من رئيس اللجنة وعضوين، هما محمد القرني، وصالح القرني. وأوضح السهيمي أن شروط المسابقة اقتصرت على ألا يقل عدد محتويات المكتبة عن 200 من الكتب الورقية، مع تقديم المتسابق نبذة عن ظروف إنشائه لمكتبته، وتولت اللجنة المعنية تقييمها على أرض الواقع. وكما تم ترويج النسخة الأولى من المسابقة على مستوى المحافظة (مراكز العرضية الشمالية، العرضية الجنوبية، الويد، والرايم)، وشروطها عبر نافذتين رئيسيتين، هما شبكات الإعلام الاجتماعي (فيسبوك وتويتر)، إضافة إلى الترويج الميداني في عموم المحافظة التي يقدر عدد سكانها قرابة ب28 ألف نسمة. واستمرت المسابقة أسبوعا من بدء الإعلان الرسمي للمسابقة. ويعود السهيمي للتأكيد على هدف آخر للمسابقة، يرتكز على توجيهات النادي بتنوع أنشطته بعيداً عن الفعاليات المنبرية، ومحاولة إدراج النشاطات الثقافية المختلفة من أجل التوجه إلى شرائح المجتمع المختلفة. المتخصص في شؤون المكتبات أحمد الراكي أشار في تعليق إلى "الوطن" إلى أهمية المسابقة، ووصفها بأنها "نوعية"، وطالب بضرورة تعميمها على مستوى الأندية الأدبية، معللاً ذلك بأنها موورث بدأ يضعف في مكون الأسرة، أمام التوسع في استخدام الوسائط التكنولوجية التي أضعفت القراءة لدى الشباب خاصة. وقال الراكي: "للمكتبة المنزلية أهمية بالغة في إثراء الشخص، كما أنها تسهل على المرء بحثه وحاجته للمعلومات وإجابات الأسئلة". من جهته، أشار رئيس أدبي جدة إلى تزويد الفائز بعدد من إصدارات النادي، إضافة إلى تكفل النادي باستضافته في معرض الكتاب المقبل. المتابع لعمل هذه اللجان يدرك مدى الحراك الذي أشعلته في مجتمعاتها وفق ما توثقه مواقع التواصل ااجتماعي، وهذا ما يفسره الدكتور السلمي بقوله: حين أقبلنا على تأسيس مثل هذه اللجان في المحافظات والمراكز والقرى كنا نطمح إلى أن تكون نواة لمراكز ثقافية كبرى ونواد أدبية. ولتأكيد حيوية هذه اللجان رغم معاناة عدم وجود مقر يسرد الشريف قائلا: لجنة الليث لها ثلاثة أعوام تنظم فعالياتها بمركز النشاط الطلابي بمحافظة الليث التابع لإدارة التربية والتعليم بالمحافظة ولا يوجد لها مقر، ونعمل من منازلنا، علما أن العام القادم هو الرابع والأخير بالنسبة للإدارة المنتخبة الحالية، وخلال هذه المدة نظمت اللجنة حوالى 20 فعالية، بمعدل ما بين 6 إلى 7 كل عام، تنوعت ما بين محاضرات وأمسيات شعرية وقصصية وتكريم رواد وتشجيع وتقديم مواهب ونقل بعض الفعاليات إلى القرى والمراكز. ويضيف الشريف: من أمنياتي في لجنة الليث ولم يبق إلا عام على رئاستي، عقد ملتقى لزعيم الشعراء الصعاليك "تأبط شرا"، حيث إن ديار هذا الشاعر "بني فهم"، تتبع لمحافظة الليث ويمكن تنظيم الملتقى في فترة الربيع، حيث تشهد المحافظة أجواء جميلة، وتكتظ خلالها بالزوار. إلى ذلك، تستعد اللجنة الثقافية بمحافظة بيشة للمشاركة ضمن النشاطات الثقافية الصيفية لنادي أبها الأدبي في ليلة ثقافية الثلاثاء المقبل في مقر النادي، بحضور عدد من الشعراء والأدباء والمثقفين بمنطقة عسير. وأوضح مدير المكتبة العامة في بيشة نواف السريعي أن المشاركة ستشمل عددا من الأنشطة التي تعكس الحركة الثقافية والأدبية في محافظة بيشة، مشيدا بدور محافظ بيشة محمد المتحمي في دعم الجانب الثقافي والأدبي بالمحافظة وأهمية الاستفادة من الطاقات الإبداعية الموجودة لدى أبناء بيشة، مؤكدا اعتماد أسبوع ثقافي بمحافظة بيشة تنفذ فيه فعاليات ومبادرات متنوعة تسهم في تنشيط الحركة الثقافية في المحافظة وتوفير الظروف الملائمة لتنمية طاقات الواعدين، والكشف عن العمق الحضاري للمحافظة. في الرياض، واجه نادي الرياض الأدبي زوبعة حول لجنة من لجان المحافظات، غير أن اللجنة بالخرج التابعة للنادي، تبدو الأكثر نشاطا، وهي تنظم بعد غد دورة (ثقافة الأسرة السعيدة)، يقدمها مدير مشروع التوفيق للزواج والإصلاح الأسري، صالح بن حسن العموش، وتتناول: الدعابة والابتسامة الحانية، والغيرة، وفن التغافل، ومهارات التودد. في الوقت الذي ينظم فيه النادي بمقره في الرياض، يومي الإثنين والثلاثاء المقبلين، دورة أخرى بعنوان (صناعة الفكرة التلفزيونية ومهارات معد البرامج)، يقدمها إبراهيم الشوامين.